ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء، 18 يناير/كانون الثاني 2022، إلى أعلى مستوياتها في أكثر من سبع سنوات بفعل مخاوف من اضطرابات محتملة للإمدادات، بعد أن هاجمت جماعة الحوثي اليمنية الإمارات، ما يؤدي لتصعيد الأعمال العدائية بين الجماعة المتحالفة مع إيران والتحالف الذي تقوده السعودية.
إذ تبنى الحوثيون هجمات "بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة ومجنحة"، الإثنين 17 يناير/كانون الثاني، استهدفت منشآت في منطقة المصفح، وموقعاً قيد الإنشاء بمطار أبوظبي الجديد، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 8.
ارتفاع الأسعار بعد هجمات الحوثيين
قال محلل من إيه.إن.زد ريسيرش في مذكرة "التوتر الجيوسياسي الجديد يزيد من المؤشرات الحالية على الشح بالسوق" وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار النفط، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
الوكالة أشارت إلى أنه بحلول الساعة 0230 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 44 سنتاً بما يعادل 0.5% إلى 86.92 دولار للبرميل، وذلك بعد أن سجلت في وقت سابق 87 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ 30 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
فيما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 81 سنتاً أو 1% عن سعر تسوية يوم الجمعة إلى 84.62 دولار للبرميل، لتكون غير بعيدة عن أعلى مستوى في أكثر من شهرين البالغ 84.78 دولار الذي بلغته في وقت سابق.
بينما هددت حركة الحوثي بشن هجمات ضد مزيد من الأهداف في الإمارات بعد ضربات شنتها باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ تسببت في انفجارات بشاحنات وقود وقتلت ثلاثة أشخاص، في حين قالت الإمارات إنها "تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي".
من جهتها، قالت شركة النفط الإماراتية أدنوك إنها فعلت الخطط الضرورية لاستمرارية الأعمال، لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات وحول العالم، بعد واقعة في محطة تحميل المنتجات المكررة في منطقة مصفح بأبوظبي.
توقعات باستمرار ارتفاع أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط الإثنين فبلغت العقود الآجلة لمزيج برنت أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، إذ يراهن المستثمرون على أن الإمدادات ستظل محدودة بسبب ضغوط على الإنتاج لدى منتجين كبار، في حين لم يتأثر الطلب العالمي بانتشار المتحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا.
إذ زادت العقود الآجلة لمزيج برنت 40 سنتاً، أي بنسبة 0.5% إلى 86.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 0641 بتوقيت غرينتش. وفي وقت سابق من الجلسة سجلت العقود 86.71 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58 سنتاً أو 0.7% إلى 84.40 دولار للبرميل بعد أن بلغت 84.78 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياتها منذ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
تأتي المكاسب في أعقاب ارتفاع الأسبوع الماضي، الذي صعد فيه خام برنت بأكثر من 5% وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 6%.
فيما قال متعاملون إن الإقبال الشديد على شراء النفط المدفوع بنقص الإمدادات وإشارات على أن المتحور أوميكرون لم يؤثر على الطلب كما كان يُخشى دفع أسعار بعض أنواع الخام إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، فيما يشير إلى أن ارتفاع سعر برنت قد يستمر لفترة أطول.
بينما تتراجع مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاء من المنتجين الآخرين تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج التي طبقت عندما انهار الطلب في 2020.
لكن العديد من صغار المنتجين لا يمكنهم زيادة الإمدادات، ويشعر آخرون بالقلق من ضخ المزيد في حال حدوث انتكاسة جديدة في جائحة فيروس كورونا المستجد، ما قد يخفض أسعار النفط.