أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، مساء الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، تفاصيل استهداف مطاري دبي وأبوظبي، ومنشآت "حساسة" في الإمارات بـ5 صواريخ باليستية، وعدد "كبير" من المسيّرات، تزامناً مع بدء التحالف العربي توجيه ضربات جوية لصنعاء.
حيث قال بيان تلفزيوني للمتحدث العسكري باسم الحوثيين، نقلته قناة المسيرة التابعة للجماعة، إنه "تم تنفيذ عملية إعصار اليمن رداً على تصعيد العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي (التحالف)"، واصفاً تلك العملية العسكرية بأنها "نوعية وناجحة في العمق الإماراتي".
البيان أوضح أن العملية "استهدفت مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في المصفح (بأبوظبي) وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة".
فيما تابع: "العملية تمت بخمسة صواريخ باليستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة (لم يذكر العدد)".
بينما دعا البيان الحوثي، الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين بالإمارات إلى الابتعاد عن "المواقع والمنشآت الحيوية"، متوعداً بـ"توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية، الفترة المقبلة".
"دولة غير آمنة"
كما حذّر المتحدث باسم الحوثي مَن وصفها بـ"دول العدوان" بأنها ستتلقى "مزيداً من الضربات الموجعة والمؤلمة"، مشدّداً على أنه يعتبر الإمارات "دولة غير آمنة طالما استمر تصعيدها ضد اليمن"، على حد قوله.
لكن لم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من الإمارات بشأن ما جاء في فحوى ذلك البيان.
من جهته، أعلن التحالف العربي، الإثنين، في بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أنه "استجابة للتهديد والضرورة العسكرية، بدأنا ضربات جوية في صنعاء".
التحالف أضاف: "استهدفنا قيادات إرهابية شمال العاصمة صنعاء، والموقف العملياتي يتطلب استمرار الضربات استجابة للتهديد".
إلا أن التحالف لم يذكر هويات القيادات المستهدفة، فيما لم يصدر تعليق من قِبل الحوثيين حول هذا البيان.
كان التحالف العربي قد أعلن، في وقت سابق من يوم الإثنين، اعتراض وتدمير 8 طائرات مسيّرة أطلقت باتجاه السعودية.
3 قتلى و6 إصابات
في وقت سابق من يوم الإثنين، شهدت إمارة أبوظبي انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، وأسفر أحدهما عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 6.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإماراتية: "ندين استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية"، مؤكدة أن "هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب".
كذلك شدّدت الخارجية على أن "الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم"، داعية "المجتمع الدولي إلى إدانة ورفض هذه الأعمال الإرهابية".
هذا الهجوم تزامن مع زيارة يقوم بها رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن. وقال مسؤول بقصر الرئاسة الكوري إنه تم إلغاء قمة كان من المقرر أن تنعقد بين مون وولي عهد أبوظبي بسبب تطورات عاجلة غير متوقعة.
في الوقت الذي نددت فيه دول عربية بالهجوم، لم يصدر تعليق حتى الآن من مسؤولين إيرانيين، لكن وكالة أنباء تسنيم الإيرانية ذكرت أن هذا الهجوم "عملية مهمة".
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.