تعهدت الصين ودول الخليج بإيقاظ محادثات تعثرت منذ أكثر نحو عقدين، لإبرام اتفاقية تجارة حرة، في وقت يتطلع فيه الطرفان إلى تعزيز العلاقات بينهما، وتعميق التعاون الاقتصادي، في مواجهة العلاقات المتوترة مع الغرب.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال السبت 15 يناير/كانون الثاني 2022، إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قال لنظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد، إن بكين ترغب في "تسريع" مفاوضات إنشاء منطقة تجارة حرة، لمنح تعزيز العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي "دَفعة جديدة".
هذه التصريحات هي تأكيد لتصريحات مماثلة صدرت الأسبوع الماضي، عندما زار وزراء خارجية السعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين، إلى جانب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الصين، لإجراء محادثات حول الأمن والتجارة.
وجاء في ملخص للاجتماع بين وانغ يي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، أن الجانبين يعتقدان أن "الظروف مواتية" لتأسيس اتفاقية شراكة استراتيجية بين الصين والمجلس الخليجي، وأن بكين تتطلع إلى "تقاسم فرص سوقها الضخم" مع الخليج.
يأتي ذلك بينما تُعد الصين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغ حجم النشاط الاقتصادي الثنائي بين دول المجلس، وثاني أكبر اقتصاد في العالم 180 مليار دولار عام 2020.
كان الطرفان قد طرحا فكرة إبرام اتفاقية تجارة حرة لأول مرة عام 2004، لكن المحادثات تعثرت لسنوات.
توربيورن سولتفيدت، محلل شؤون الخليج في شركة استشارات المخاطر العالمية Verisk Maplecroft، قال للموقع البريطاني، إنه يرى أن"كلا الطرفين لديهما حوافز قوية" لتجديد هذه المحادثات.
سولتفيدت أضاف أنه "ربما يكون هذا هو الوقت المناسب للمضي قدماً في المحادثات ولرؤية بعض التقدم الحقيقي".
جاء في ملخص للاجتماع بين الحجرف ويانغ يي، أن الطرفين اتفقا على "مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي، على أن تصبح مراكز شحن وخدمات لوجستية تقود المناطق المجاورة، وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية والتكنولوجيا إلى منطقة الخليج".
تعزيز للمصالح المتبادلة
محللون علقوا على زيارة وزراء خليجيين إلى الصين، وقالوا إنه "من المعقول أن تعزز دول الخليج علاقاتها مع بكين في وقت تقلل فيه واشنطن اعتمادها على واردات الطاقة الخليجية".
كذلك نقلت صحيفة The Times البريطانية عن يين غانغ، الباحث في معهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية قوله: "خاصة بعد أن وقعت الصين اتفاقية مدتها 25 عاماً مع إيران عام 2021 لتعزيز التعاون الشامل، يشعر أعضاء مجلس التعاون الخليجي أنه من الضروري توطيد العلاقات مع الصين؛ من خلال توقيع معاهدات ووثائق أيضاً".
تضيف الصحيفة أنه رغم أنها ستكون صدمة إذا حلت بكين محل الولايات المتحدة في هيمنتها على واردات الأسلحة الخليجية، فاستراتيجية الصين المعلنة للمنطقة تتضمن تعهداً بالعمل على توثيق التعاون العسكري.
من جانبها، تريد الصين من وراء تقوية علاقتاتها بدول الخليج، أن تضمن استقرار إمداداتها من الطاقة في وقت تلف فيه الضبابية الأسواق العالمية، وفي ظل الاضطرابات التي تشهدها كازاخستان، وهي من الدول المهمة التي تزوِّد بكين بالطاقة.
يُذكر أن الصين سعت خلال السنوات الأخيرة، لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج، وفي العام 2014، تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بمضاعفة المبادلات التجارية مع المنطقة بحلول العام 2023.