طلبت وزارة الخارجية الإثيوبية، السبت 15 يناير/كانون الثاني 2022، من منظمة الصحة العالمية التحقيق مع مديرها العام، متهمة إياه بدعم القوات المتمردة التي تحارب الحكومة الإثيوبية، وذلك بعدما قالت المنظمة إن حكومة أديس أبابا منعت مساعدات إنسانية من الوصول إلى إقليم تيغراي.
المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الذي شغل في السابق منصبي وزير الصحة ووزير الخارجية في إثيوبيا، قال الأسبوع الماضي إنه يتم سد الطرق أمام المساعدات لمنع وصولها إلى إقليم تيغراي مسقط رأسه، الذي يدور فيه قتال بين القوات المتمردة والحكومة المركزية.
اتهامات متبادلة
إثيوبيا قالت في بيان إن "موقف تيدروس أدهانوم من الناحية الأخلاقية والقانونية والمهنية يهدد المكانة التنظيمية لمنظمة الصحة العالمية"، مضيفة أنه "ينشر معلومات مضللة تلحق الضرر بسمعة منظمة الصحة العالمية وحيادها ومصداقيتها، وهو ما يظهر جلياً في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي".
كما أضافت منظمة الصحة العالمية في رد أرسل لـ"رويترز" أنها على علم بأن وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية أرسلت رسالة دبلوماسية تسمى مذكرة شفهية.
وأردفت أن المنظمة "ستواصل مطالبة الحكومة الإثيوبية بالسماح بإمكانية توزيع الإمدادات والخدمات الإنسانية على سبعة ملايين إنسان في تيغراي بإثيوبيا".
جاء في البيان أن "منظمة الصحة العالمية وشركاءها طالبوا مراراً بإتاحة الفرصة لإيصال الإمدادات والخدمات الصحية الإنسانية لشعب تيغراي بشكل عاجل ودون عراقيل".
فيما تنفي الحكومة سد الطريق أمام المساعدات وتتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بمصادرة شحنات كانت أُرسلت في السابق.
الحاجة لمساعدات إنسانية
كان قائد الجيش الإثيوبي اتهم تيدروس في السابق بمحاولة الحصول على أسلحة ودعم دبلوماسي لقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهو ما ينفيه تيدروس.
فيما تقول الأمم المتحدة إن الحكومة تمنع وصول المساعدات الإنسانية لإقليم تيغراي الذي لم تدخل إليه أي شاحنات منذ 15 ديسمبر/كانون الأول.
إذ يحتاج أكثر من 90% من سكان تيغراي للمساعدات الغذائية، وقال أطباء لرويترز في الأسبوع الماضي إن كثيرين، بمن فيهم أطفال يعانون من سوء التغذية، يموتون بسبب عدم السماح بدخول الدواء للإقليم.
وكتب تيدروس على تويتر، الخميس: "الناس في تيغراي بإثيوبيا، الذين يعيشون تحت الحصار بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عام، يموتون بسبب نقص الدواء والغذاء والهجمات المتكررة بطائرات مسيرة. منظمة الصحة العالمية والشركاء يطلبون الوصول الآمن دون عوائق لتقديم المساعدات الإنسانية لملايين الناس الذين هم في أمس الحاجة إليها".