بلغت المحادثات النووية الإيرانية مع القوى الغربية مرحلة حاسمة، وفي ضوء ذلك، كشف موقع Axios الأمريكي، في تقرير نشره الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، نقلاً عن مصدرين مطلعين على خطط البيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية تخطِّط لتركيز كثير من رسائلها العامة، في الأسابيع المقبلة، على مهاجمة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب؛ لانسحابه من الاتفاق النووي مع إيران.
حيث قالت المصادر إن إدارة بايدن تعتقد أن الأمر لن يستغرق سوى أسابيع قبل الوصول إلى قرار حاسم، إما بالتوصل إلى اتفاقٍ وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وإما بانهيار المحادثات وتوجُّه الإدارة إلى تكثيف ضغوطها على إيران.
إلقاء المسؤولية على دونالد ترامب
لكن المصادر التي تحدثت للموقع الأمريكي، أشارت إلى أن أياً من المسارين ستتبعه ردود فعل سياسية عنيفة، لاسيما من الجمهوريين، لكن البيت الأبيض يريد أن يحشد الديمقراطيين على موقف واحد بالقدر الممكن، من خلال التشديد على أن ترامب هو من تسبب في هذه الأزمة وأنه لم يترك لهم سوى خيارات سيئة، حيث قال أحد المصادر: "إنهم سيكثِّفون هجومهم على ترامب".
كذلك وعلى النحو نفسه، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، إن البيت الأبيض "سيستمر في توضيح الحقائق صراحةً، وكشف الوقائع بصدق، لاسيما في هذه اللحظة الحاسمة من المسار الدبلوماسي والمنعطف التاريخي المهم".
في حين أوضح المصدران أن إدارة بايدن حدَّدت نهاية يناير/كانون الثاني 2022 أو أوائل فبراير/شباط 2022، موعداً نهائياً لاتخاذ قرار [بشأن المفاوضات مع إيران]، وتعتزم تكثيف رسائلها العامة بشأن إيران إلى ذلك الحين.
الانسحاب من الاتفاق النووي
فيما يعوِّل البيت الأبيض في نشر رسالته وتضخيمها، على المسؤولين الحاليين والسابقين بالولايات المتحدة وإسرائيل الذين يعتقدون أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 كان خطأ.
حيث بدأت الإدارة الأمريكية في تلك الخطوات بالفعل، فخلال المؤتمر الصحفي لوزارة الخارجية يوم الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، تجاوز نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، سؤالاً حول محادثات فيينا وصرف اتجاه الحديث، إلى الهجوم على إدارة ترامب.
إذ قال برايس: "لعل الأمر يستحق التوقف، ولو للحظة واحدة، للتفكير في كيفية وصولنا إلى هذه النقطة. فهو أمر مؤسف أشد الأسف أن الإدارة الحالية جاءت إلى السلطة وليس معها أيٌّ من التدابير الصارمة للتحقق وقيود المراقبة التي كانت مفروضة، وكل ذلك بسبب قرار لم تُحسن الإدارة السابقة دراسته أو لم تدرسه من الأصل".
وأضاف برايس كذلك أن إدارة ترامب وعدت باتفاقٍ أفضل "لم تقترب من تحقيقه قط"، بل ما حدث هو أن "إيران تمكنت من التقدم بخطى حثيثة في برنامجها النووي الموعود".
من جهة أخرى، استمرت الجولة الثامنة من المحادثات الجارية في فيينا، وقال دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون مُطلعون على المحادثات، إنها شهدت بعض التقدم لكنهم ليسوا مستبشرين بقرب التوصل إلى اتفاق.
كما أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن معظم المحادثات في الأيام الأخيرة كان التركيز فيها منصبّاً على مطالبة إيران بأن تُقدم الولايات المتحدة ضمانات بألا ينسحب أي رئيس أمريكي مُقبل من الاتفاق، وهو وعْد قالت إدارة بايدن إنها لا تستطيع تقديمه.