قال الأمين العام للناتو، ينس شتولتنبرغ، إنَّ هناك "خطراً حقيقياً لنشوب صراع مسلح جديد في أوروبا"، بعد انتهاء المحادثات بين أعضاء حلف الناتو وروسيا، دون أي بوادر على إحراز تقدم نحو نزع فتيل الأزمة بشأن أوكرانيا"، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، خرج من المحادثات التي استمرت أربع ساعات مجدِّداً تهديد موسكو بأنها ستتخذ خطوات عسكرية إذا لم تُتخَذ الإجراءات السياسية الكافية "لتحييد التهديدات"، التي تقول إنها تواجهها.
كما قال غروشكو إنه أخبر ممثلي حلف الناتو (حلف شمال الأطلسي)، بأنَّ "مزيداً من التدهور في الموقف الحالي قد يؤدي إلى أكثر العواقب غير القابلة للتنبؤ، ويمثل خطورة على الأمن الأوروبي".
لا جديد في مباحثات حلف الناتو وروسيا
من جانبها، قالت رئيسة الوفد الأمريكي، نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان، إنها لم تسمع شيئاً في بروكسل يختلف عن موقف الكرملين الذي طرحه في المحادثات الثنائية في جنيف، والذي يطالب بنهاية مضمونة لتوسع الناتو، وانسحاب قوات التحالف من دول الكتلة السوفييتية السابقة، التي انضمت إلى الحلف بعد عام 1997.
أضافت شيرمان أنَّ هذه الاقتراحات ما زالت غير مقبولة للولايات المتحدة وجميع أعضاء حلف الناتو. وصرّحت للصحفيين: "كنا ببساطة نقول للروس: بعض الأشياء التي تضعونها على الطاولة غير مجدية بالنسبة لنا".
رئيس الوفد الأمريكي أضافت: "لن نتفق على أنَّ الناتو لا يمكنه التوسع أكثر من ذلك، لن نوافق على العودة إلى وضع عام 1997. لقد أوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤنا في الناتو معاً أننا لن نغلق سياسة الباب المفتوح للناتو، وهي السياسة التي لطالما كانت مركزية في الحلف".
"خلافات كبيرة" لا تزال قائمة
بينما وصف شتولتنبرغ اجتماع، اليوم الأربعاء، 12 يناير/كانون الثاني، بأنه "لحظة حاسمة للأمن الأوروبي"، لكنه قال إنَّ هناك "خلافات كبيرة" لا تزال قائمة.
كما قال شتولتنبرغ: "أجرينا محادثات جادة ومباشرة للغاية بشأن الوضع في أوكرانيا وحولها، والآثار المترتبة على الأمن الأوروبي. لن يكون من السهل تجاوز خلافاتنا، لكنها علامة إيجابية على أنَّ جميع أعضاء حلف الناتو وروسيا جلسوا حول نفس الطاولة وانخرطوا في موضوعات جوهرية".
لكنه أقر بأنَّ: "هناك خطراً حقيقياً بحدوث نزاع مسلح جديد في أوروبا"، وحذر من أنَّ روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" إذا استخدمت القوة العسكرية.
فيما سيتبع اجتماع مجلس حلف الناتو وروسيا جولة ثالثة من المحادثات مع موسكو في فيينا، يوم الخميس 13 يناير/كانون الثاني، في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي ترأسها بولندا حالياً.
بعد ذلك، سيتعين على جميع الأطراف العودة إلى عواصمهم لتتخذ القيادات القرار بشأن استمرار الجهود الدبلوماسية. وقالت ويندي شيرمان إنَّ هناك مساحة للحوار لمعالجة المخاوف الأمنية الروسية و"تحديد الحلول التي تعزز أمن الجميع".
ففي جنيف، أثارت الولايات المتحدة إمكانية إبرام اتفاقيات متبادلة بشأن نشر الصواريخ والتدريبات العسكرية.
اجتياح روسيا لأوكرانيا "حتمي"
في مقابلة مع صحيفة The Guardian، قال وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك إنَّ العملية الروسية ضد أوكرانيا بدت حتمية، بمجرد انتهاء المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هذا الأسبوع.
علَّق زاغورودنيوك: "لقد أثار الروس زخماً، ويريدون استخدام هذا الزخم، لذا عليهم اتخاذ خطوة ما"، وقال إنه "من المستبعد" أن ينفذ الكرملين "غزواً واسع النطاق" على أوكرانيا.
كما توقع زاغورودنيوك أنَّ الكرملين أكثر ميلاً لشن حرب هجينة، التي قد تشمل غارات إلكترونية وهجمات على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك منشآت الطاقة وحملة إعلامية ضخمة. وأوضح أنَّ الاستراتيجية الروسية ستكون "إجبار أوكرانيا" على الخضوع.
على الجانب الآخر، تشير مصادر الحكومة الأوكرانية إلى أنَّ روسيا تدرس "استفزازاً مرحلياً" داخل أوكرانيا، يمكن استخدامه بعد ذلك لتبرير هجوم أكبر. وقد يشمل ذلك حادثاً "عنيفاً" في السفارة أو القنصلية الروسية، الذي يمكن أن تلومه موسكو بعد ذلك على الأوكرانيين اليمينيين المتطرفين.
في غضون ذلك، أكد مسؤولو كييف التقارير الإخبارية التي تفيد بأنَّ إدارة بايدن سمحت في صمت بتقديم 200 مليون دولار مساعدة أمنية إضافية لأوكرانيا، في أواخر ديسمبر/كانون الأول. وستشمل المساعدات أنظمة رادار ومعدات بحرية.