قال مسؤولون أمريكيون إن البداية الدافئة غير المعتادة لفصل الشتاء قد تتسبب في إجبار الكرملين على تأجيل غزو روسيا البري لأوكرانيا حتى فبراير/شباط 2022 على الأقل.
مسؤول أمريكي قال لصحيفة New York Times إنّ إدارة بلاده كلّفت فريقاً من خبراء الأرصاد الجوية بمراقبة الطقس في أوكرانيا وأعينُهم على الهجوم المحتمل، وفقاً لما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022.
كانت روسيا قد نقلت أكثر من 100 ألف من الجنود والمعدات الثقيلة إلى الحدود مع أوكرانيا خلال الشهرين الماضيين، في تجهيزٍ واضح للغزو، على خلفية تصاعد التوترات حول زيادة تقارب أوكرانيا في علاقتها مع الغرب.
محللون عسكريون قالوا إنّ روسيا نشرت جنودها بالقرب من أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول 2021، من أجل الاستعداد لشن هجومٍ في يناير/كانون الثاني 2022، حين يحل الشتاء المتجمد القاسي عادةً في ذلك الجزء من العالم، مما يسمح بسهولة بنقل المركبات والمعدات الثقيلة.
لكنَّ مسؤولين أمريكيين، لم يكشفوا عن أسمائهم، قالوا إنّ الطقس المعتدل نسبياً في الوقت الراهن يجعل الغزو مستبعداً خلال الشهر الجاري، إذ ما تزال مساحاتٌ شاسعة بطول الحدود وبالقرب من الخطوط الأمامية للمواجهة عبارةً عن مستنقعٍ موحل، كما رصدها مراسلون قبل بضعة أيام مما يخلق ظروف قتال أقل من مثالية.
محادثات بين الناتو وروسيا
ظهرت هذه التقارير بينما يعقد مسؤولون أمريكيون وروس بارزون محادثات منتظرة في جنيف يوم الإثنين.
كذلك بدأت اليوم الأربعاء محادثات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة في حلف "الناتو"، وروسيا من جهة أخرى، في مقرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمحاولة تجنيب المنطقة ما تعتبره واشنطن تهديداً روسياً باجتياح أوكرانيا، غير أن موسكو لم تُبدِ أي علامات تهدئة.
ممثل عن إحدى الدول الأوروبية قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إنه ليس هنالك "سبب للتفاؤل، إلّا أن الروس ملتزمون جدياً بالمسار الدبلوماسي".
كانت روسيا قد طالبت واشنطن وحلفاءها بتطمينات واسعة النطاق، بما في ذلك ضمانات ملموسة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
في هذا السياق، أوضحت السفيرة الأمريكية الجديدة في حلف شمال الأطلسي، جوليان سميث، أن الولايات المتحدة لم تقدم أي تنازلات، لكنّها صاغت مقترحات للحدّ من مخاطر الصراع والشروع في نزع الأسلحة التقليدية والنووية.
كذلك أكّدت واشنطن لموسكو أنها لا تنوي نشر أسلحة هجومية في أوكرانيا، لكنها نفت أن يكون لديها نيّة بنزع السلاح في أوروبا، حسبما أكّد الدبلوماسي الأوروبي للوكالة الفرنسية.
كانت روسيا قد استبقت هذه اللقاءات، أمس الثلاثاء، بإجراء قوات لها قوامها ثلاثة آلاف فرد مناورات بالذخيرة الحية في غرب البلاد، في مناطق بعضها قريب من أوكرانيا.
يُذكر أن العلاقات بين الناتو وروسيا شهدت تراجعاً لأدنى مستوى منذ الحرب الباردة، بسبب توتر العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".