نجحت الشرطة الإسبانية في تفكيك عصابة إجرامية كانت تستخدم الزوارق السريعة لتهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، ونقل المجرمين الهاربين إلى شمال إفريقيا، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
الصحيفة قالت إن العصابة تمكنت من تعزيز أرباحها من خلال إعادة تحميل السفن بالمجرمين المطلوبين والبضائع المسروقة بعد إنزال المهاجرين، وتتقاضى 5 آلاف يورو مقابل كل رحلة ذهاب وعودة.
فيما كان نشاط العصابة شديد التنظيم، فقد اعتمدت على شبكة ممتدة من الجزائر إلى ألميريا وأليكانتي الإسبانيتين وفرنسا، التي كانت تعد الوجهة الرئيسية لركابها كما استخدمت قوارب مطاطية بمحركات عالية القوة تُشترى في أوروبا، للقيام برحلات بطول 200 كيلومتر من المغرب العربي إلى الساحل الصخري في كابو دي غاتا الإسبانية، على ساحل مدينة ألميريا الإسبانية.
استعان أعضاء العصابة بمنطقة ممتدة على مسافة 14.5 كيلومتر "حفظوا مداخلها المعزولة عن ظهر قلب"، ما أتاح لهم التهرب من رصد الشرطة، إذ قال الضابط المسؤول عن إلقاء القبض على العصابة: "لقد اعتادوا إرسال مجموعة كبيرة من القوارب في نفس الوقت، حتى كان يصل عددها أحياناً إلى 10 قوارب، بحيث إذا اعتُرض قارب منها يمكن للبقية الوصول إلى إسبانيا دون أي عوائق".
شمل التحقيق الذي استمر 7 أشهر 100 ضابط وجندي، وأفضى إلى اعتقال 24 شخصاً الشهر الماضي، فيما يواجه أفراد العصابة تهماً عديدة، منها الانتماء إلى منظمة إجرامية وانتهاك حقوق المواطنين الأجانب والإخلال بقواعد الصحة العامة، والتعامل مع بضائع مسروقة. وقد نجحت الشرطة في استعادة أكثر من 40 ألف يورو (46 ألف دولار) نقداً، و4 مركبات، و3.5 كيلوغرام من عقار إكستاسي من النوع المعروف باسم "الكوكايين الوردي"، و61 هاتفاً محمولاً، ووثائق هوية وبطاقات مصرفية مسروقة.
كانت العصابة تنقل التبغ المزيف مع المهاجرين غير الشرعيين عبر الطريق إلى أوروبا. وعند الوصول كانوا يُنزلون الأشخاص والبضائع ويخفونهم مؤقتاً في الكهوف، التي كانوا يخزنون فيها أيضاً المخدرات والبضائع المسروقة، ومنها المجوهرات والهواتف المحمولة، في انتظار رحلة العودة إلى الجزائر.
وقال الضابط: "كانت الشبكة لديها مجموعة محددة من الأشخاص المتخصصين في السرقة على الشواطئ في وسط أليكانتي، وتتولى مجموعات يديرها جزائريون الاحتفاظ بالبضائع المسروقة، قبل نقلها إلى ألميريا".
بعد التزود بالوقود على الساحل الإسباني كانت القوارب السريعة يُعاد تحميلها بالبضائع المسروقة والركاب الجدد. ويقول الضابط لصحيفة El Pais الإسبانية: "كان الهاربون من العدالة يأتون من إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا" ويريدون الهرب إلى الجزائر "دون المرور بسلطات المراقبة في الموانئ أو المطارات"، وأضاف الضابط: "هؤلاء مجرمون ارتكبوا جميع أنواع الجرائم في أوروبا، من السرقة بالإكراه إلى القتل، وكان هدفهم الهرب من أوروبا قبل أن يُقبض عليهم".
كانت العصابة تنقل المهاجرين العابرين من الجزائر إلى إسبانيا في رحلة الذهاب إلى شقق عشوائية في الضواحي الشمالية لأليكانتي، وفي أليكانتي، كان المهاجرون يتلقون الأموال من خلال نظام الحوالة. ويقول الضابط إن "المعاملات كان يجريها وسيط في وهران، حيث يمنحه أقارب المهاجر 10 آلاف دينار جزائري ليحوِّلها إلى 1000 يورو يمنحها بدوره إلى وسيط آخر مقيم في إسبانيا، وهكذا تجري العملية بالتسليم من يد إلى يد، دون أي تصريح بحركة الأموال أو تسجيل لها".
فيما كانت العصابة الإجرامية تتلقى 5 آلاف يورو مقابل الرحلة بين الجزائر وألميريا، و200 إلى 600 يورو أخرى للانتقال إلى أليكانتي، وما يصل إلى 1000 يورو إضافية للرحلة التالية إلى فرنسا.