قالت صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، إن ليتوانيا دفعت أكثر من 113 ألف دولار إلى أبو زبيدة، معتقل سجن غوانتانامو المعروف باسم "السجين الأبدي"، تعويضاً عن السماح لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بإبقائه في موقع سري على أراضيها، حيث خضع لأشكال من التعذيب.
يأتي مبلغ الـ113500 دولار بعد أكثر من 3 سنوات على إصدار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أمراً إلى الحكومة الليتوانية بدفع تعويض لانتهاك القوانين الأوروبية التي تحظر استخدام التعذيب.
حيث قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 31 مايو/أيار 2018، بأن رومانيا وليتوانيا انتهكتا حقوق أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري في 2003-2005 وفي 2005-2006 على التوالي، وأمرت ليتوانيا ورومانيا بدفع تعويضات لكل منهما.
بحسب الصحيفة البريطانية، تجسد هذه الخطوة تحولاً كبيراً في طريقة معاملة أبو زبيدة، الذي اعتقلته الولايات المتحدة بدون أي تهم لأكثر من 20 عاماً.
وتستقر الأموال التي حولتها ليتوانيا حالياً في أحد الحسابات البنكية؛ لأن أبو زبيدة لا يستطيع تلقي المبلغ، بسبب استمرار اعتقاله في غوانتانامو، ونظراً لأن أصوله مجمّدة عن طريق وزارة الخزانة الأمريكية.
اعتقال أبو زبيدة في غوانتانامو
اعتُقل أبو زبيدة في باكستان بعد 6 أشهر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وحاولت وكالة الاستخبارات المركزية ومحامو إدارة بايدن تبرير التعذيب الذي تلقاه، بادعاء أنه كان شخصية بارزة للغاية في صفوف تنظيم القاعدة.
حيث صنفت أمريكا أبو زبيدة بصفته الرجل الثالث في تنظيم القاعدة وقت اعتقاله عام 2002، وتعرض لمحاكاة الإغراق 83 مرة في أغسطس/آب 2003، ضمن تعذيب ممنهج أفقده إحدى عينيه.
ظل أبو زبيدة في أغلب أوقات اعتقاله في حبس انفرادي في غوانتانامو، وبإصرار من وكالة الاستخبارات المركزية في إطار جهودها لمنع خروج تفاصيل تعذيبه للعلن.
فيما أقرت وزارة العدل الأمريكية عام 2009 بأن الرجل لم يكن له "أي دور مباشر أو معرفة مسبقة" بالهجمات التي اعتُقِل على خلفيتها، ولم توجه له أي تهمة رسمياً.
يشار إلى أن زين العابدين محمد حسين، الاسم الأصلي لأبو زبيدة، وُلد في 12 مارس/آذار 1971 بالرياض من عائلة فلسطينية تقيم في السعودية.
خلال حديثه مع صحيفة The Guardian، قال مارك دينبو، أحد أعضاء الفريق القانوني لأبو زبيدة في الولايات المتحدة: "الموقف لا يكون سرياً عندما تدفع 100 ألف يورو إلى شخص والعالم كله يعلم بشأنه".
تأتي الأنباء المتعلقة بدفع ليتوانيا هذا المبلغ، قبل أيام قليلة من الذكرى الـ20 لافتتاح سجن غوانتانامو العسكري، الذي استقبل أول دفعة من المعتقلين في 11 يناير/كانون الثاني 2002.