أمر قاضٍ فيدرالي أمريكي مدينةً في ولاية ميسيسيبي بالموافقة على مخطَّط لبناء مسجد في المنطقة، بعد شهور من رفع دعوى قضائية اتهمت مجلس المدينة المحلية برفض المخطط بسبب التحيز ضد المسلمين.
موقع Middle East Eye البريطاني قال، الخميس 6 يناير/كانون الثاني 2022، إن القاضي أصدر حكماً في وقت سابق من يوم الإثنين الماضي من شأنه تمهيد الطريق لبناء المسجد، وحظر أي تأخير في أي من تصاريحه، وإجبار المجلس المحلي في مدينة هورن لايك بولاية ميسيسيبي على دفع 25 ألف دولار لمنشئي المسجد مقابل المصاريف المتكبدة عن التأخير، بالإضافة إلى أتعاب المحاماة للمدعين.
وكان الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) قد رفع دعوى قضائية في نوفمبر/تشرين الثاني ضد حكومة هورن ليك المحلية، نيابةً عن رياض الخياط وماهر أبو رشيد، صاحبي الدعوى لبناء مسجد يُعرف بـ"بيت إبراهيم"، اللذين قدما مخططاً لموقع المسجد "أوفى بجميع المتطلبات وزاد عليها"، وفقاً لما نقله اتحاد الحريات المدنية عن موظفي لجنة تخطيط المدينة.
في معرض التعليق على الحكم، قال الخياط في بيان: "لقد أسعدنا هذا الحكم وارتحنا لأننا أصبحنا قادرين على المضي قدماً في خططنا لبناء مسجد في مدينة هورن ليك، وهو ما سيوفر دار عبادة محلية مهمة لعائلتي وللمسلمين الآخرين في المنطقة، للتجمع وممارسة شعائرنا بحرية ودون تمييز".
فيما قالت هيذر ويفر، وهي كبيرة طاقم المحامين في برنامج الحرية الدينية التابع لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي: "إن حكم الموافقة الذي أصدرته المحكمة اليوم انتصارٌ مهم للحرية الدينية، فهو يكد المبدأ الأساسي الذي ينص على أن الحكومة لا ينبغي لها أن تبني قراراتها على التعصب الأعمى ضد اعتقاد معين".
كان المؤسِّسان المشاركان قد سعيا إلى بناء ما يُفترض أنه أول مسجد في مقاطعة ديسوتو، التي تقع فيها مدينة هورن لايك، ويقولان في دعواهما إن العائلات المسلمة يتعين عليها حالياً عبور حدود الولاية إلى ولاية تينيسي المجاورة من أجل الوصول إلى أقرب دار عبادة لهم.
وجادل أصحاب الدعوى أيضاً بأن مدينة هورن ليك تحتوى على 13 كنيسة، ومع ذلك فإنه لا يوجد أي مساجد في المنطقة، التي يقول المدعيان إنها تضم مجتمعاً مسلماً "مزدهراً" يشمل 15 إلى 20 أسرة ورغم ذلك، رفضت لجنة التخطيط الخاصة بالمدينة ومجلسها المحلي مخطط بناء المسجد.
اقرأ أيضاً
مشاعر مُعادية للمسلمين
بحسب وثائق الشكوى، قال مجلس المدينة إنه رفض مخطط بناء المسجد على أساس أنه سيخلق حالة من التكدس المروري في المنطقة وينتهك اللوائح الخاصة بتجنب الضوضاء. لكن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية رفض هذه الحجة، مشيراً إلى أن المجلس لم يقدم أي دليل على هذه الادعاءات، وأن المخطط المقدم لم يتضمن مكبرات صوتية أو مضخمات لتحسين الصوت.
وجاء في الشكوى أن أعضاء مجلس المدينة أبانوا بسلوكهم عن السبب الحقيقي لرفض الطلب: وهو التحيز ضد المسلمين.
بحسب ما ورد في الدعوى، فإن أحد أعضاء مجلس المدينة المحلي قال: "لا يهمني ما يقولونه، فدينهم يقول إنهم يستطيعون الكذب أو فعل أي شيء لليهود وغير اليهود، ما داموا غير مسلمين مثلهم"، فيما قال عضو المجلس المحلي أيضاً: "إذا سمحنا لهم ببناء المسجد، فسوف يتوافدون. لذا أعتقد أن علينا إيقاف المخطط قبل أن نصل إلى هذا الحدِّ".