كشفت صحيفتا جيروزاليم بوست ومعاريف الإسرائيليتان، الإثنين 3 يناير/كانون الثاني 2022، تعرضهما للاختراق من طرف قراصنة إيرانيين بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ووصفت جيروزاليم بوست الأمر بأنه يمثل تهديداً واضحاً للبلاد.
وبدلاً من عرض صفحة إخبارية رئيسية، أظهر موقع جيروزاليم بوست رسماً توضيحياً يشير على ما يبدو إلى الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني الذي اغتيل في غارة جوية بطائرة أمريكية مسيرة في العراق في مثل هذا اليوم من عام 2020.
وأظهر الرسم التوضيحي ما بدا أنها رصاصة تنطلق من خاتم أحمر حول إصبع، في إشارة واضحة إلى خاتم مميز كان يضعه سليماني حول إصبعه، وقالت صحيفة جيروزاليم بوست التي تصدر يومياً باللغة الإنجليزية في تغريدة على موقع تويتر إنها تعمل على حل المشكلة، وأضافت: "نحن على علم باختراق واضح لموقعنا على الإنترنت إلى جانب تهديد مباشر (لإسرائيل)".
ولم يتأثر على ما يبدو تطبيق الصحيفة على الهاتف المحمول في حين تعمل المواقع الإخبارية الإسرائيلية الأخرى بشكل طبيعي.
حساب تويتر التابع لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية هو الأخير ظهر عليه نفس الرسم التوضيحي ذاته، وكتب عليه "نحن قريبون منكم وأنتم لا تفكرون في ذلك"، باللغتين الإنجليزية والعبرية.
حرب سيبرانية على إسرائيل
ويشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مواقع إسرائيلية لاختراق من طرف إيرانيين، في وقت سابق نفذ قراصنة يُعتقد أنهم تابعون لحكومة طهران، هجمات متعددة على أهداف إسرائيلية.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن قراصنة إيران اخترقوا مؤخراً شركات هندسية إسرائيلية تُدير مشاريع البنية التحتية، منها أبراج بناء بارزة في منطقة تل أبيب أو إدارة مشاريع لوزارة النقل، مثل طرق أيالون السريعة وشركة قطارات إسرائيل والقطار الخفيف.
كما نفذ قراصنة إيران "أكبر اختراق لبيانات شخصية عرفته إسرائيل"، حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن عملية الاختراق لموقع إسرائيلي لـ"تعارف المثليين"، التي وقعت نهاية الشهر الماضي، كشفت عن "أكبر عملية تسريب معلومات شخصية عرفتها إسرائيل"، بحسب وصف مسؤولين
وقبل ذلك اخترق قراصنة "Black Shadow"، التي تقول إسرائيل إنها مجموعة إيرانية، خوادم شركة إنترنت إسرائيلية كبرى، ما تسبب في حالة "شلل تام" لها.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أي بعد يوم واحد من تعرض منشآت وقود إيرانية لهجوم سيبراني، وُجهت لإسرائيل أصابع الاتهام بالوقوف وراءه، كشفت الصحافة العبرية أن مجموعة من قراصنة إيران نشرت تفاصيل دقيقة تتضمن أسماء وعناوين ورتب ووحدات مئات الجنود والضباط بالجيش الإسرائيلي.
وفي عام 2020، كشف عن واحد من أخطر الهجمات السيبرانية الإيرانية على إسرائيل، عندما تعرضت منشآت بنية تحتية خاصة بمياه الشرب والصرف الصحي في إسرائيل لحوادث، قالت تل أبيب في البداية إنها بسبب مشاكل تقنية وأخطاء بشرية، لكن اتضح أنها كانت هجمات سيبرانية إيرانية رفضت إسرائيل الحديث عنها علناً وقتها، حسبما ورد في تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية نُشر في يونيو/حزيران 2020، وقد ألقى التقرير الضوء على تلك الحرب تحت عنوان "إسرائيل وإيران أظهرتا لنا مستقبل الحرب السيبرانية بهجماتهما غير العادية".
وقيل إن الهجمات كان يمكن أن تتسبب في إصابات خطيرة للإسرائيليين.
ويُعتقد أن إيران وكوريا الشمالية الآن "في المرتبة الثانية بعد روسيا والصين"، فيما يتعلق بقدرات الحرب السيبرانية التي بحوزة خصوم الدول الغربية، حسبما يقول دانييل فراي، المحقق في التهديدات السيبرانية بشركة Advanced Intelligence Systems..
يقول كيفين مانديا، الرئيس التنفيذي لشركة Mandiant، الذي يتابع قراصنة إيران منذ سنوات، إن طهران من بين الدول الراعية للقرصنة التي حسنت قدراتها في الهجوم الإلكتروني في السنوات الأخيرة لتجاوُز دفاعات الولايات المتحدة.
ومانديا، كانت شركته أول من حذَّر حكومة الولايات المتحدة من اختراق SolarWinds العام الماضي، وهو أكبر هجوم على الإطلاق على سلسلة توريد برمجيات يصيب كلاً من الوكالات الحكومية والمؤسسات الخاصة. تزعم الحكومة الأمريكية أن روسيا كانت وراء مجموعة القرصنة التي نفذت الهجوم الإلكتروني.