أزالت السلطات الفرنسية علم الاتحاد الأوروبي المرفوع تحت قوس النصر في باريس، الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022، بعدما اتهم اليمين المتطرف في فرنسا، الرئيس إيمانويل ماكرون بـ"محو" الهوية الفرنسية.
رُفع علم الاتحاد الأوروبي مكان العلم الفرنسي ليلة رأس السنة للإشارة إلى تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي للأشهر الستة المقبلة، غير أن ذلك أثار سخط اليمين المتطرف في فرنسا.
بينما أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن عشرات المعالم الرمزية الأخرى مثل برج إيفل والبانتيون في كل أنحاء فرنسا ستُضاء خلال الأسبوع الأول، من يناير/كانون الثاني.
غير أنّ خصوم ماكرون اليمينيين، في الانتخابات الرئاسية في الربيع، انتهزوا إزالة العلم الفرنسي ليصفوا ذلك بالإهانة لتراث فرنسا ولمحاربيها.
إذ قالت مرشحة حزب الجمهوريين المحافظ للانتخابات الرئاسية فاليري بيكريس، عبر تويتر "رئاسة أوروبا نعم، محو الهوية الفرنسية كلا!"، ودعت ماكرون إلى إعادة رفع العلم الفرنسي، قائلةً "نحن مدينون بذلك لجنودنا الذين سُفكت دماؤهم في سبيل العَلَم".
غضب اليمين المتطرف في فرنسا
كما وصفت مرشحة اليمين المتطرفة مارين لوبان، التي تعهدت بتقديم شكوى إلى مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في فرنسا، إزالةَ علم الاتحاد الأوروبي بأنه "نصر وطني عظيم"، معبّرة عبر تويتر عن أن "التعبئة الجماهيرية" أجبرت ماكرون على التراجع.
غير أن مسؤولاً في الرئاسة الفرنسية -لم يشأ كشف هويته- قال الأحد إن إزالة العلم قبل الفجر "تتماشى مع الجدول الزمني المقرّر"، مشدداً على أنه كان من المفترض أن يبقى العلم مرفوعاً أمام قوس النصر ليومين فقط، على عكس الأضواء الزرقاء التي تُضيء المعلم.
لم يقل المسؤول في الرئاسة الفرنسية متى سيرفع العلم الفرنسي مرة أخرى تحت القوس، لكنه أشار إلى أنه ليس سمة دائمة للنصب التذكاري.
فيما اتّهم وزير الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي كليمان بون، السبت 1 يناير/كانون الثاني، اليمين المتطرف في فرنسا "بالملاحقة اليائسة للجدل العقيم لليمين المتطرف". وقال عبر إذاعة "فرانس أنتير"، "إننا نحتضن أوروبا، لكن هذا لا يسلب أي شيء من هويتنا الفرنسية".
كما أشار إلى أن قرار إزالة العلم الأوروبي اتخذه مساءً مسؤولون في الإدارة المسؤولة عن المعالم الوطنية.