يدرس علماء حول العالم ظاهرة العاملين في القطاعات الصحية الذين يتعرضون بشكل مباشر لفيروس كورونا المستجد، ولكنهم لم يصابوا به على الإطلاق، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022.
الوكالة نقلت عن تقرير نشره موقع "Daily mail" البريطاني أن العلماء يعتقدون أن هناك أدلة متزايدة على أن بعض الناس مقاومون بشكل طبيعي لفيروس كورونا المستجد ومتحوراته.
إذ يأمل العلماء أن يجدوا إجابات عن الأسئلة التي تدور في أذهانهم، لمساعدتهم على إنشاء لقاح مضاد يمكنه محاربة فيروس كورونا ومتغيراته.
لماذا لم يصابوا بفيروس كورونا؟
أوضح تقرير الموقع البريطاني أن العلماء يبحثون عن الاختلافات الجينية المحتملة التي قد تجعل بعض الأشخاص محصَّنين من العدوى.
في كلية لندن الجامعية يدرس علماء عيّنات دم لمئات من موظفي الرعاية الصحية، الذين لم يصابوا بفيروس كورونا.
ليزا ستوكويل، ممرضة تبلغ من العمر (34 عاماً)، عملت في معظم عام 2020 في استقبال المصابين بفيروس كورونا، حيث كان زملاؤها الذين يعملون معها يعانون من الإصابة بالفيروس، في الوقت الذي لم تنتقل لها العدوى على الإطلاق.
كما أشارت إلى أنه حتى قبل حصولها على التطعيم فإن اختبار الأجسام المضادة الذي أجرته بنهاية 2020 كان يعطي نتيجة سلبية.
أضافت ستوكويل أنها توقعت أن تحصل على نتيجة اختبار إيجابية بالإصابة بكورونا، ولكنها لم تلتقط العدوى، وهي "لا تعلم إن كانت تمتلك جهازاً مناعياً قوياً" أم أنه أمر آخر.
نسيم فروغي، (46 عاماً)، ممرضة في مستشفى بارثولوميو وسط لندن، لديها قصة مشابهة، حيث لم تُظهر اختبارات الدم التي أجرتها أي أثر للفيروس في جسمها.
انتشار كبير للنسخ المتحورة
بحسب الأرقام الرسمية توفي أكثر من 5.4 مليون شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في الصين، في ديسمبر/كانون الأول 2019.
الولايات المتحدة هي أكثر الدول تضرراً من ناحية الوفيات، حيث قضى 824 ألف شخص، تليها البرازيل بـ619 ألف وفاة، والهند 481 ألف وفاة، وروسيا 309 آلاف وفاة. وتقدر منظمة الصحة أن الحصيلة الفعلية قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث.
بينما ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير في العالم في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً بسبب انتشار أوميكرون، المتحور شديد العدوى، الذي أثَّر على احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة مرة أخرى.
فقد تجاوز عدد الإصابات المعروفة المئة مليون، السبت 1 يناير/كانون الثاني 2022، في أوروبا، حيث تخشى الحكومات وضعاً يفوق قدرات أنظمة الرعاية الصحية، لكنها تريد تجنُّب فرض قيود عقابية.
في فرنسا فُرض على الأشخاص المُطعَّمين الذين تثبت إصابتهم بالفيروس أن يخضعوا لعزل مدته سبعة أيام، ويمكن الخروج من هذا الحجر في اليوم الخامس إذا تبيَّن في الفحوص أنهم تماثلوا للشفاء.
تُفيد أرقام رسمية جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية، أن 17 من 52 بلداً أو أرضاً في أوروبا، تجاوزت الأرقام القياسية المُسجَّلة في السابق لعدد الإصابات في أسبوع واحد.