احتجَّت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، السبت 1 يناير/كانون الثاني 2021، على وضع عَلم الاتحاد الأوروبي فوق قوس النصر، بمناسبة تولي باريس رئاسة التكتل للأشهر الستة القادمة.
ساسة آخرون من تيار اليمين غضبوا من رفع العلم الأوروبي فوق المَعلم الفرنسي الشهير، وانضموا في موقفهم إلى لوبان، التي تبدو المنافِسةَ الأساسية للرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات الربيع المقبل، حسبما تُظهر استطلاعات الرأي.
لوبان قالت في بيان: "تزيين قوس النصر بألوان الاتحاد الأوروبي فقط دون وجود للعلم الوطني، اعتداء حقيقي على هويتنا الوطنية، لأن هذا المَعلم يمجّد انتصاراتنا العسكرية ويضم قبر الجندي المجهول".
لم يصدر أي تعقيب من ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، والذي تتهمه لوبان بأنه أعطى "أمراً مباشراً" بوضع العلم.
لكن وزير الدولة للشؤون الأوروبية، كليمون بون، قال إنّ رفع العلم مؤقت. وكتب في تغريدة على تويتر: "لم يتم استبدال العلم الفرنسي. الحملة الانتخابية ليست تصريحاً مجانياً للأكاذيب والجدالات التافهة".
كانت لوبان قد دعت في وقت سابق، إلى إنشاء "أوروبا من دول"، وهو اسم قريب من ائتلاف الساسة اليمينيين المتطرفين المتشككين في الأوروبانية والمناهضين للهجرة، والذي ساعدت لوبان في تشكيله بالبرلمان الأوروبي عام 2015.
تحت هذا الغطاء، تدّعي لوبان أنها تسعى إلى "تعديل جذري" للكتلة؛ وذلك بإلغاء المفوضية الأوروبية "غير الديمقراطية"، وتنفيذ السياسات الحمائية، التي تقول إنها كانت مستوحاة جزئياً من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما يقول تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
يأتي تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد العديد من التحديات، فقد تسبب وباء فيروس كورونا المستجد في تقليص ميزانيات الدول الأعضاء ولايزال يتسبب في خسائر فادحة، لاسيما في البلدان الأوروبية ذات معدلات التطعيم الأقل، حيث ارتفعت نسب الوفيات مرة أخرى.
في غضون ذلك، قد تجبر التوترات مع روسيا والصين الاتحاد الأوروبي على تشديد سياسته الخارجية، التي غالباً ما كانت بمثابة توازن دقيق بين المصالح الاقتصادية والاهتمامات المتعلقة بحقوق الإنسان.
يُشار إلى أن ماكرون لم يكشف حتى الآن عن نيته إعادة الترشح في انتخابات أبريل/نيسان المقبل، بعدما تفوق على لوبان في الجولة الثانية لانتخابات 2017 بنسبة 66% مقابل 34%.