تعيش وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي في المغرب، حالة استنفار قصوى، بانتظار ما ستسفر عنه اتصالات الوزارة مع القطاعات الحكومية المعنية بتدبير جائحة كورونا التي عادت للانتشار في المغرب.
ويعرف المغرب خلال الأسبوعين انتشاراً لمتحور "أوميكرون"، كما عرف ارتفاع أعداد الإصابات، توازياً مع حديث آباء وأولياء التلاميذ عن انتشار حالات زكام شديدة أصابت أبناءهم التلاميذ.
تعليق الدراسة
وعلمت "عربي بوست" من مصادر خاصة أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأوليّ، وضعت خطة لتفادي العودة إلى المدارس بعد نهاية عطلة رأس السنة، التي انطلقت السبت 25 ديسمبر/كانون الأول، وتنتهي الإثنين 3 يناير/كانون الثاني 2022.
ووفق مصادر "عربي بوست"، فإن وزارة التربية الوطنية عملت على تعميم رسالة شفوية عبر الأكاديميات الجهوية إلى مديري المدارس لاتخاذ جميع الاحتياطات من أجل العودة للدراسة عن بعد.
واعتبرت أن المعطيات التي تم تجميعها مركزياً، من قبل الأكاديميات الجهوية، أظهرت استحالة الحصول على أرقام التلاميذ بسبب عدم امتلاكهم أو أسرهم أرقام هواتف، من نوع "سمارت" تمكِّن من عملية التدريس عن بعد، خاصة في المناطق القروية والبعيدة عن المدن.
نفس المصادر أكدت أن أساتذة التعليم العمومي تلقوا تعليمات من أجل الحصول على أرقام التلاميذ للتواصل معهم بداية الأسبوع القادم لإخبارهم بالقرارات الجديدة.
مصادر أخرى ذهبت إلى أن الوزارة تتجه خلال الـ48 ساعة القادمة لحسم موقفها، إما تمديد العطلة أسبوعاً أو الدراسة عن بعد.
وسجلت أن الوزارة تتباحث مع وزارتي الداخلية والصحة ورئاسة الحكومة من أجل حسم الخيار الأصوب والصالح للتلاميذ والحالة الوبائية عموماً.
ورجَّحت المصادر أن يكون موضوع التعليم جزءاً من النقاش داخل المجلس الحكومي الذي انعقد الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ارتباك التعليم العالي
ووفق مصادر "عربي بوست"، فقد قررت عدد من جامعات التعليم العالي إلغاء الامتحانات التي كانت مبرمجة خلال الأسبوع القادم، الذي ينطلق في 3 يناير/كانون الثاني.
ووفق المصادر ذاتها، فإن جامعة الرباط قررت إرجاء الامتحانات المبرمجة في الأسبوع القادم، دون أن تحدد موعداً لإجرائها مستقبلاً.
وخلافاً لما هو مقرر، أكدت مصادر "عربي بوست"، أن الامتحانات التي أجريت هذا الأسبوع، تمت على شكل امتحانات "شفوية"، وذلك عبر إدخال كل طالب على حدة، وذلك إعمالاً للإجراءات الاحترازية خوفاً من انتشار الفيروس.
في الاتجاه ذاته، كشفت مصادر أخرى، عن ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بجامعات الدار البيضاء والمحمدية، ما دفع إلى الحديث عن احتمال تعليق الدراسة حضورياً حتى إشعار آخر.
هذا الاعتبارات المستجدة، وفق المصادر تزيد الضغط على وزارة التعليم العالي، التي عاشت ارتباكاً في الأسبوع الماضي بعد صدور بلاغين متناقضين في يوم واحد.
وكانت وزارة التعليم العالي قد أصدرت بلاغاً دعت فيه إلى تعليق الدراسة حضورياً في الجامعات والمعاهد العليا خوفاً من كورونا، غير أنها تراجعت بعد ساعات قليلة، لتمنح الجامعات الحق في تدبير انتشار فيروس كورونا على مستوى كل جامعة على حدة.
أوميكرون مغربي
تطورات الحالة الوبائية في المغرب، دفعت وزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى الخروج للتواصل مع المواطنين.
أعلن خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تسجيل 76 حالة إصابة جديدة مؤكدة بالمتحور الجديد "أوميكرون" لفيروس "كورونا"؛ وذلك منذ تأكيد أول إصابة يوم الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما أعلن وجود 246 حالة مشتبه في إصابتها بالمتحور نفسه.
وكشف خالد آيت الطالب، الذي حل ضيفاً على القناة التلفزيونية "الأولى" مساء الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول، وصول أول حالة إصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون" في المغرب إلى غرفة الإنعاش، وهي امرأة تأخرت عن تلقي الجرعة الثالثة المعززة من اللقاح المضاد لفيروس "كوفيد 19″.
ونبه الوزير إلى أن ارتفاع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد يهدد الوضع الوبائي، بعدما حقق المغرب مكاسب خلال الأسابيع الماضية، موضحاً أن انتشار متحور "أوميكرون" يعزِّز المخاوف من وقوع انتكاسة وبائية، خاصة أنه أسرع انتشاراً 5 أضعاف من متحور "دلتا".