رفضت دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية، الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، الطلبات المقدمة من مئات الأفغان الساعين للحصول على التأشيرة الإنسانية للدخول إلى الولايات المتحدة لأسباب إنسانية.
ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن مئات الأفغان الذين انفصلوا عن عائلاتهم، وتعرضوا للتهديد من قبل حركة "طالبان" في الأسابيع الأخيرة، تقدموا بطلبات للحصول على "تأشيرة إنسانية" للقدوم إلى الولايات المتحدة، إلا أن طلباتهم قوبلت بالرفض.
رفض منح تأشيرات إنسانية للأفغان
تلقت دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية أكثر من 35 ألف طلب للحصول على "تأشيرة إنسانية"، منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
قالت المتحدثة باسم دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية، فيكتوريا بالمر، إن الدائرة قبلت أكثر من 140 طلباً بشكل مشروط ورفضت نحو 470 طلباً، بحسب الإعلام المحلي.
انتقد نشطاء حقوق المهاجرين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ لعدم وفائها بوعدها بمساعدة الأفغان بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
سيطرة طالبان على أفغانستان
منتصف أغسطس/آب 2021، سيطرت حركة "طالبان" على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي من البلاد اكتملت نهاية الشهر ذاته.
لا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم "طالبان"، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، خاصةً احترام حقوق الإنسان، وعدم السماح لـ"الإرهابيين" بالعمل في البلاد.
يتزامن ذلك مع ما نشره موقع "أكسيوس" حول أن واشنطن بدأت منع المهاجرين الأفغان من دخول أراضيها عبر "العفو الإنساني المشروط"، وهو النظام الذي يعطي الأفراد الذين لا يحق لهم أو غير مؤهلين دخول الولايات المتحدة، وذلك بعد التعامل مع 2.000 طلب سنوياً، حيث تم استقبال أكثر من 30 ألف طلب.
جاء في التقرير، أن الأفغان يواجهون كثيراً من المعوقات وعملية طويلة للهروب إلى الولايات المتحدة، هذا رغم الجهود الواسعة التي أعلنت عنها إدارة بايدن لمساعدة حلفائها.
قال محامون في الهجرة وجماعات مناصرة، إن الحكومة وضعت معوقات لا تطاق أمام من يحاولون البحث عن ملاذ آمن لهم في الولايات المتحدة.
تم استخدام نظام العفو الإنساني المشروط لاستقبال عشرات الآلاف من الأفغان، إلا أن خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية بدأت بإصدار رفضٍ بناء على القانون، وذلك حسب محامين في الهجرة وجماعات مناصرة. ولم تتم الموافقة منذ الصيف إلا على 100 طلب لأفغان، حسب مسؤول في وزارة الأمن الوطني. وهناك تقارير عن رفض عدة طلبات.
مساعدات دولية لأفغانستان
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه كبار مسؤولي حركة طالبان بمساعدات دولية لمواجهة أزمة اقتصادية متفاقمة أثارت مخاوف من موجات مهاجرين جديدة من أفغانستان.
تبرز التصريحات، التي أدلوا بها خلال اجتماع خاص بمناسبة يوم الأمم المتحدة الدولي للمهاجرين، مسعى حكومة طالبان للتواصل مع المجتمع الدولي بعد أربعة أشهر من استيلائها على السلطة في أفغانستان.
قال شير محمد عباس ستانيكزاي نائب وزير الخارجية في حكومة طالبان، إن مسؤولية مساعدة أفغانستان على التعافي بعد عقود من الحرب تقع على عاتق دول مثل الولايات المتحدة التي جمدت مليارات الدولارات من احتياطيات البنك المركزي الأفغاني.
أضاف في الاجتماع الذي حضره ممثلون للمنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أن "أثر الأموال المجمدة يقع على الناس العاديين وليس على سلطات طالبان".