قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن ثلاثة أفراد على الأقل من فرقة الاغتيال السعودية، الذين أدانتهم المملكة بقتل الصحفي جمال خاشقجي، يعيشون ويعملون من "محل إقامة فئة سبع نجوم" داخل مجمع أمني تُديره الحكومة بالرياض، وذلك وفقاً لمصدر متصل بأعضاء بارزين في الاستخبارات السعودية.
يُعتقد أن المسؤولين عن الاغتيال يُقيمون داخل فيلات وبنايات تُديرها رئاسة أمن الدولة السعودية، بعيداً عن جدران سجونها سيئة السمعة. وقد تحدّث المصدر إلى اثنين من شهود العيان الذين زعموا رؤية الرجال المذكورين. كما قالوا إن أفراد عائلاتهم يزورونهم بشكلٍ متكرر، علاوةً على أنهم يستطيعون استخدام صالة الألعاب الرياضية ومساحات العمل الموجودة في الموقع.
إدانة مسؤولين في قضية خاشقجي
أُدين أفراد الفرقة أمام محكمةٍ سعودية، في محاكمةٍ اعتبرها كثيرون صورية، لكن لم يُذكر سوى اسم صلاح الطبيقي فقط من بينهم، حيث حُكم على بعضهم بالإعدام، لكن العقوبة خففت لاحقاً للسجن المؤبد.
مشاهدة أولئك الرجال تُلقي بظلالٍ من الشك على مزاعم الرياض بأنها قد حاسبت القتلة، كما تأتي بالتزامن مع عودة سعود القحطاني -أقرب مستشاري ولي العهد محمد بن سلمان- للظهور في الديوان الملكي بعد اختفاءٍ دامَ ثلاث سنوات. ويُذكر أن القحطاني قد تمت تبرئته من المشاركة في العملية، رغم تقديرات الاستخبارات الغربية بأنّه كان العقلَ المدبر للاغتيال بأمرٍ من ولي العهد.
أكّد المصدر أيضاً أن الطبيقي كان من بين الرجال الذين تمت مشاهدتهم داخل المجمع. والطبيقي هو الطبيب الشرعي الذي قطّع أوصال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. كما شُوهد مصطفى المدني، الرجل الذي ارتدى ملابس خاشقجي للتظاهر بأن خاشقجي غادر القنصلية على قيد الحياة. وكذلك شوهد منصور أباحسين هناك، وهو الرجل المتهم بقيادة العملية.
رصد متهمين بقتل خاشقجي في فيلا فخمة
زار شهود عيان المجمع في عدة مناسبات على مدار العامين الماضيين. ويقول اثنان منهم إن الرجال يبدون في حالة استرخاء ويُؤدون مهامهم العادية. في حين أردف المصدر الاستخباراتي أن الزوار، ومتعهدي تقديم الطعام، وعمال البستنة، والفنيين، وأفراد العائلة يزورونهم في المجمع باستمرار.
تجدر الإشارة إلى أن الشهود رصدوا الطبيقي وأباحسين والمدني في الفترة ما بين أواخر 2019 ومنتصف 2020. وقد رفض الشهود الإفصاح عن أسمائهم؛ خشية انتقام ولي العهد ورئاسة أمن الدولة، المؤسسة التي لها نفوذٌ قوي داخل المملكة.
من المعروف أن أباحسين والمدني ضابطا استخبارات في أمن الدولة. وقد شوهد مديرهما عبد العزيز بن محمد الهويريني مع عددٍ من المتهمين، وهو عادةً ما يظهر داخل صالة الألعاب الرياضية.
لم يُكشف الكثير حتى الآن عن أماكن وجود الأطراف الأساسية في مخطط الاغتيال. لكن ظهورهم داخل مجمع استخباراتي متطور وحسن التجهيز، حيث يتمتعون بحرية الحركة، أمرٌ يتعارض تماماً مع تأكيدات الديوان الملكي السعودي بأن الجناة يواجهون أقسى العقوبات.