شنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، هجوماً جديداً ضد ثورة يناير/كانون الثاني، قائلاً إنه "لن ينسى 2011، والمفروض يا مصريين متنسوهاش (لا تنسوها) أبداً في كل إجراء بتعملوه وكل خطوة بتتحركوها"، متسائلاً: "عرفتم ليه بلدكم كانت هتتخرب وتضيع في 2011؟"، بينما انتقد مغردون على مواقع التواصل تلك التصريحات.
جاء ذلك في تصريحات للسيسي خلال افتتاح التوسعات الجديدة والتطوير لمصنع اليوريا ونترات الأمونيا بمنطقة كيما في محافظة أسوان جنوبي القاهرة.
السيسي أضاف مخاطباً المصريين: "اللي أنقذكم ربنا وحده اللي أنقذ البلد من مصاير الخراب والدمار لأجل خاطر الـ100 مليون والبسطاء والغلابة ولحكمة إلهية"، وتساءل: "يبقى إحنا نكرر نفس المسار تاني؟، لا والله ".
فيما أردف: "هل الكلام ده يزعلكم إني بحاجي عليكم وخايف عليكم من الضياع؟، تزعلوا مني؟ سواء كان مسؤولين أو ناس ماسكين شركات ده كلام؟"، مضيفاً: "متزعلش إلا من نفسك إنك تكون سبب في دمار بلدك وخرابها"، وفق قوله.
هجوم مُضاد
في المقابل، دشّن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً بعنوان "#يناير_اللي_علمت_عليكم"، مُعربين عن رفضهم التام لتصريحات السيسي المتكررة بحق ثورة يناير التي أعلن سابقاً احترامه وتقديرها لها.
توقيت هذه التصريحات الجديدة أثارت استغراب البعض، خاصة أنه لا توجد أي دعوات لا من المعارضة في الداخل أو الخارج لتنظيم احتجاجات جديدة في الذكرى الحادية عشرة لاندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
من جهته، قال الإعلامي أسامة جاويش على تويتر: "لساها ثورة يناير وهتفضل كابوس في عقل وذهن الجنرال اللي خان واتآمر وسجن وقتل وطارد أي حد وكل حد شارك يوم في الثورة. اللي ضيع البلد هو اللي قسم الشعب وسرق فلوسه وزود نسبة الفقر وباع تيران وصنافير ورفع أسعار البنزين ولغى الدعم عن الغلابة".
كما ذكر الباحث العسكري، محمود جمال: "السيسي لو أعطى لنفسه فرصة للتفكير فسيقوم بالثناء على حراك يناير2011 الذي كان يهدف لإحداث ثورة حقيقة في كل خطاباته، يناير مهد له الطريق للتخلص من الرقم الصعب عمر سليمان، وأنهى ملف التوريث وأوصله إلى منصب لم يحلم بالوصول إليه، ومن خلاله استطاع تنفيذ الخطة النهائية لإعادة سيطرة الجيش".
الحفاظ على كرسي الحكم
كما شنّ السيسي هجوماً ضمنياً على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائلاً: "سابوا البلد لحد ما بقت (أصبحت) كُهنة. طرق تعبانة، وموانئ تعبانة، وسكة حديد تعبانة، وكل حاجة تعبانة، وكانوا شايفين الهلاك وساكتين، وعارفين الحل بس خافوا على الكرسي، حتى لو كانت البلد هتخرب".
فيما تحدث السيسي إلى وزير النقل، كامل الوزير، قائلاً: "يا كامل متقربش من التذكرة إلا لما تعمل إيه؟"، وأجابه الوزير قائلاً: "تجدد كل العربيات وتبقى جديدة وتقدم خدمة متميزة".
تابع السيسي في إطار حديثه عن تطوير السكة الحديد أنه "أول ما تلاقي نفسك كل قطارات مصر (الكلام اللي قولناه ساعتها يا كامل) مفيش عربية ولا جرار قديم إلا يتشال ومفيش على السكة كلها، القاهرة، إسكندرية، أسوان، بورسعيد، السويس وأي حاجة.. هيبقى في قطر قديم؟، أنا بقول الكلام ده ليه؟.. عشان بعدين يقولك إيه طب بس التسعير، واحد بردو يقول طب ما تسيب كامل (وزير النقل) يشيلها يعني أو سيب دولة الرئيس يشيلها، لأ أنا عايز يوم القيامة ربنا يشيّلني كل حاجة عملتها".
بينما ذكر السيسي أن المواطنين يرمون القطارات بالأحجار بسبب شكلها المتهالك، مشدّداً على أنه عندما تُرفع كفاءتها سيُحاسب مَن يقوم بذلك.
على صعيد آخر، وعد السيسي ببناء 100 ألف شقة مفروشة للإيجار من أجل مواجهة ما وصفها بثقافة البناء العشوائي ومن أجل محاربة فكرة التمليك التي يلجأ إليها البعض، مضيفاً: "لو بتبني عمارة بـ2 مليون جنيه حطهم في البنك أحسن من الفرص القليلة في العقارات".
كما استطرد الرئيس المصري مؤكداً أن الدولة "مُعلقة في رقبته، ومَن لا يريد العمل فليتركها ويرحل".
فيما قال: "أنا لا بخاف ولا بيهمني إلا البلد.. العمر ده بتاع ربنا والمكان اللي فيه بتاع ربنا، وقت ما يقولي يلا هعظم وأمشي".