قال عالم المناعة البارز، السير جون بيل، أستاذ الطب بجامعة أكسفورد ومستشار علوم الحياة بالحكومة، إن أوميكرون "ليس نفس المرض الذي كنا عرفناه قبل عام" ومعدلات الوفيات المرتفعة بسبب كوفيد في المملكة المتحدة لها علاقة بالطفرات السابقة وليس بالطفرة الحالية، وذلك وفق ما نقله تقرير لصحيفة "theguardian" البريطانية، الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021.
العالم البريطاني أوضح في المناسبة نفسها، أنه على الرغم من زيادة دخول المستشفيات في الأسابيع الأخيرة مع انتشار المتحور "أوميركون" بين السكان، يبدو أن المرض "أقل حدة ويقضي الكثير من الناس فترة قصيرة نسبياً في المستشفى".
المتحدث ذاته أوضح أن قلة قليلة من المرضى كانوا بحاجة إلى أوكسجين عالي التدفق، فيما انخفض متوسط مدة الإقامة إلى ثلاثة أيام.
في تصريح له خص به إذاعة "بي بي سي"، قال جون بيل: "المشاهد المروعة التي رأيناها قبل عام من امتلاء وحدات العناية المركزة، والكثير من الناس يموتون، هذا من التاريخ الآن، في رأيي، وأعتقد أننا يجب أن نطمئن أن هذا من المرجح أن يستمر".
كما أضاف أنه على مدار موجات متعددة من كورونا، بما في ذلك "دلتا" و"أوميكرون"، "لم تتغير حالات الإصابة بمرض شديد والوفاة من هذا المرض منذ أن تم تطعيمنا جميعاً".
وأوضح أن الشوارع الهادئة خلال الأسبوعين الماضيين أظهرت أن الناس كانوا "مسؤولين إلى حد ما" فيما يتعلق بحماية أنفسهم من الفيروس.
يأتي تصريح العالم البريطاني، في الوقت الذي انتقد عدد من العلماء قرار الحكومة بعدم فرض المزيد من القيود في إنجلترا قبل ليلة رأس السنة الجديدة، حيث وصفها البعض بأنها "أكبر اختلاف بين المشورة العلمية والتشريعات" منذ بداية الوباء.
فقد أعربوا عن قلقهم من أنه على الرغم من أن متغير أوميركون يبدو أكثر اعتدالاً، إلا أنه قابل للانتقال بشكل كبير، مما يعني أن أعداد المستشفيات والوفيات يمكن أن ترتفع بسرعة دون تدخل.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة NHS Providers، كريس هوبسون، إنه لا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث عندما تبدأ معدلات الإصابة لدى كبار السن في الارتفاع.
يقول بهذا الخصوص: "لقد شهدنا الكثير من الاختلاط بين الأجيال خلال عيد الميلاد، لذلك ما زلنا جميعاً ننتظر لنرى، هل سنرى عدداً كبيراً من الزيادات من حيث عدد المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب مرض خطير مرتبط بأوميكرون".
إلى جانب ذلك، يتسبب غياب موظفي المستشفيات البريطانية، الناجم عن ضرورة اللجوء إلى العزل، في ضغوط على الخدمة الصحية، حيث يتوقع الخبراء أن ما يصل إلى 40% من الموظفين في لندن قد يكونون خارج الخدمة.
يوضح المتحدث ذاته بهذا الخصوص: "نشهد الآن زيادة كبيرة في مستوى غياب الموظفين، فهم يأتون غلى المستشفيات وهم كذلك في حاجة إلى عناية".
في الجهة المقابلة، حذر سايمون كلارك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة بجامعة ريدينغ، من أن البيانات الأخيرة كانت غير مكتملة، وذلك في تعليقه على إعلان الحكومة أنها لن تفرض أي قيود أخرى على فيروس كوفيد هذا العام.
فقد حذر من أن أحدث أرقام الحالات لا تشمل بيانات العينات المأخوذة بين عشية عيد الميلاد ويوم الملاكمة، وأنه سيتضح كيف انتقل الفيروس عبر السكان خلال فترة عيد الميلاد في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك.
يقول كلارك: "بينما لا أحد يريد أن يعيش تحت ضوابط أكثر صرامة، يحتاج الجمهور أن يدرك أنه إذا انتهى بنا المطاف بمشكلة كبيرة تتمثل في دخول المستشفى والمرض الجماعي، فسيكون الأمر أسوأ مما لو تصرفت السلطات في وقت سابق".