قالت وكالة "رويترز" للأنباء، السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن السلطات السودانية قامت بتعطيل خدمات الإنترنت في العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى خدمات الهاتف المحمول، في الوقت الذي يستعد فيه آلاف السودانيين للخروج في عاشر مظاهرة كبيرة ينظمونها منذ الانقلاب العسكري، الذي وقع في 25 أكتوبر/تشرين الأول.
نقلت الوكالة عن شهود عيان من العاصمة السودانية قولهم إن السكان لم يتمكنوا أيضاً من إجراء أو استقبال المكالمات المحلية، بينما قام الجنود بإغلاق الطرق والجسور المؤدية إلى ساحات التجمعات.
كما أكد مسؤول كبير في إحدى شركات مزودي خدمة الإنترنت في السودان لـ"رويترز"، أن انقطاع الخدمات جاء بعد قرار من الهيئة القومية للاتصالات التي تشرف على القطاع.
ذكر الشاهدان أن الجنود وقوات الدعم السريع الذين انتشروا بأعداد كبيرة أغلقوا الطرق المؤدية إلى الجسور، التي تربط بين الخرطوم ومدينة أم درمان على الجانب الآخر من نهر النيل.
إغلاق الجسور
قالت وكالة السودان للأنباء، وهي الوكالة الرسمية للبلاد، إن ولاية الخرطوم أغلقت الجسور مساء أمس الجمعة ترقباً للاحتجاجات.
ذكرت الوكالة نقلاً عن لجنة تنسيق شؤون أمن الولاية "الخروج عن السلمية والاقتراب والمساس بالمواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم مخالف للقوانين، وسيتم التعامل مع الفوضى والتجاوزات مع التأكيد على حق التظاهر السلمي".
إذ استمرت الاحتجاجات المناهضة للانقلاب حتى بعد إعادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه، يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني، ويطالب المحتجون بعدم تولي الجيش أي دور في الحكومة خلال المرحلة الانتقالية حتى إجراء انتخابات حرة.
من جانبه، حثَّ الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرثيس، السلطات السودانية على عدم الوقوف في طريق المظاهرات المزمعة اليوم السبت.
كما أضاف "حرية التعبير حق من حقوق الإنسان، وهذا يشمل الوصول بلا أي عوائق إلى الإنترنت، وطبقاً للمعاهدات الدولية يجب ألا يُلقى القبض على أحد لاعتزامه الاحتجاج سلمياً".
بينما لم يتسن بعد الحصول على تعليق من الجيش.
محاصرة القصر الرئاسي
الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلنت تنسيقيات "لجان المقاومة" السودانية، أن المواكب التي ستخرج اليوم السبت "ستُحاصر" القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني.
جاء ذلك بحسب بيان صحفي لتنسيقيات "لجان مقاومة أم درمان الكبرى"، وجاء فيه أن "جميع مواكب أم درمان (في الضفة الغربية لنهر النيل) ستتوجه في مليونية (مظاهرة)، 25 ديسمبر/كانون الأول (السبت)، لمحاصرة القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم".
وفق البيان "حددت 4 مسارات للموكب (المسيرة)، تشمل نقاط حشد وسط العاصمة في موقف مواصلات جاكسون، ومسجد فاروق، وصينية القندول، ومول الواحة (مركز تجاري)".
كذلك أشار البيان إلى أن الموكب "سينطلق نحو القصر الرئاسي بالخرطوم عند الساعة الواحدة ظهر السبت بتوقيت السودان"، ودعا إلى "المحافظة على سلمية الموكب والتعاون مع لجان التأمين لحسم التفلتات وعدم الاحتكاك مع القوات النظامية".
"لجان المقاومة" كانت قد تشكلت خلال الثورة على نظام عمر البشير، وهي مجموعات شعبية ساهمت في تنظيم الحراك الاحتجاجي؛ ما أجبر قيادة الجيش على عزل البشير، في 11 أبريل/نيسان 2019.