أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن عملية عسكرية "واسعة النطاق" في اليمن، بعد مقتل شخصين وإصابة سبعة في هجوم شنته جماعة الحوثي على جنوب المملكة، في حين توعدت الجماعة الرياض بـ"عمليات موجعة".
جاء إعلان التحالف بمزيد من التصعيد بالعمليات العسكرية، بعدما شهدت المملكة هجوماً مساء الجمعة 24 ديسمبر 2021 هو الأكثر دموية منذ نحو ثلاث سنوات، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
بعيد الضربة التي نفذها الحوثيون وقتلت شخصين، أعلن التحالف أنه بصدد "التحضير لعملية عسكرية بنطاق أوسع، وفي إطار القانون الدولي الإنساني"، وقال: "سنتعامل بحزم لحماية المدنيين من مواطنين ومقيمين على أراضي المملكة".
هذه هي المرة الأولى التي يُوقع فيها قصف الحوثيين قتلى وجرحى في السعودية منذ 2018، ومن المقرّر أن يعقد التحالف اليوم السبت مؤتمراً صحافياً للتحدث حول آخر التطورات.
الدفاع المدني في المملكة قال إن سعودياً ويمنياً قُتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح مساء الجمعة بعد سقوط "مقذوف عسكري" على متجر أطلقته "الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية تجاه محافظة صامطة في منطقة جازان".
عادةً ما تتعرض مناطق عدة في السعودية لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة، تُطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.
يأتي هذا التصعيد في وقت يشن التحالف غارات على صنعاء منذ نحو أسبوع، مستهدفاً مواقع للحوثيين بينها المطار، ويقول التحالف إنها تُستخدم كمنصة لإطلاق طائرات مسيّرة مفخخة باتجاه المملكة.
بالموازاة مع ذلك، قالت مصادر طبية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن ضربة جوية للتحالف قتلت 3 أشخاص بينهم امرأة وطفل.
الحوثيون يتوعّدون السعودية
في مقابل إعلان التحالف عن توسيع عملياته، توعّد الحوثيون السعودية بعمليات "موجعة ومؤلمة"، وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان نُشر على قناة للحوثيين في تطبيق تليغرام: "نعد النظام السعودي بعمليات موجعة ومؤلمة طالما تمادى في غيّه وعدوانه وجرائمه"، وفقاً لما أوردته الوكالة الفرنسية.
سريع ذكر أن الهجوم الحوثي تم بصواريخ بالستية، وأضاف أن "القوة الصاروخية دكّت مواقع هامة وحساسة جداً للعدو السعودي في جازان بثلاثة صواريخ بالستية ذات دقة عالية وتقنية متطورة".
أشار المتحدث أيضاً إلى أن "الاستهداف يأتي في إطار الرد المشروع على جرائم وتصعيد العدوان السعودي الأمريكي وحصاره على بلدنا"، وفق تعبيره.
يشهد اليمن منذ منتصف 2014 نزاعاً على السلطة بين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ آذار/مارس 2015.
تسبّبت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة حيث يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة في بلد يعتمد فيه 80% من السكان وعددهم نحو 30 مليوناً على المساعدات، إلى جانب مقتل مئات آلاف الأشخاص ونزوح ملايين السكان عن منازلهم نحو مخيمات مؤقتة.