طلبت أوكرانيا من واشنطن أنظمة دفاع مضادة للصواريخ، في ظل التوتر الدائر مع الجارة روسيا وقواتها المحتشدة بكثافة على الحدود منذ أسابيع، وذلك بحسب ما أكدته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين مطلعين قولهم، إن وزير الدفاع الأوكراني قدم خلال لقاء جمعه بنظيره الأمريكي في البنتاغون، الشهر الماضي، مطالب دفاعية، على رأسها أنظمة مضادة للصواريخ عالية التقنية.
فيما ذكر المسؤولون الأوكرانيون أن بلادهم بحاجة إلى برنامج أكثر قوة لردع هجوم روسي محتمل، ولكن البيت الأبيض لا يزال يدرس طلب أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قوله الأسبوع الماضي إن البيت الأبيض كان يقيّم الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا، وإن قدرة الجيش الأوكراني على استيعاب معدات جديدة كانت أحد الاعتبارات الرئيسية في تقرير ما يجب تقديمه.
ومنذ أكثر من شهر يتهم الغرب روسيا بحشد نحو 100 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية، بهدف التدخل عسكرياً فيها، وصعّد من تحذيراته إلى الكرملين الذي ينفي أي نية لشن حرب.
تهديد من روسيا
من جانبه، اعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني، الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد تدمير أوكرانيا" و"إحياء الاتحاد السوفييتي"، مؤكداً أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل.
وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف (59 عاماً)، في مقابلة مع شبكة فرانس برس "بالنسبة إلينا التهديد موجود كل يوم، بغض النظر عن عدد القوات" التي تنشرها موسكو.
واعتبر أن بوتين لن يحقق غاياته لأنه "في حال وقوع هجوم روسي، فإن المجتمع بأسره، عسكريين ومدنيين سيقاوم… سنحمي بلادنا، نقطة على السطر".
ووفقاً له، يسعى الكرملين قبل كل شيء إلى "زعزعة استقرار" أوكرانيا من الداخل عبر "هجمات إلكترونية" و"أزمة طاقة"، إذ إن أوكرانيا هي إحدى أفقر دول أوروبا، وتفتقر إلى الفحم والغاز، وتواجه انقطاعات خطرة في التيار الكهربائي هذا الشتاء.
وفي حال فشل هذا السيناريو فإن السلطات الروسية "ستستخدم وسائل أخرى، بما في ذلك الوسائل العسكرية"، بحسب تقدير دانيلوف، الذي يضيف أنها "تريد تقسيم بلدنا بشكل يفقد حدوده معها".
يخوض البلدان نزاعاً منذ ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، وأعقبت ذلك حرب في شرق أوكرانيا مع انفصاليين موالين لروسيا. وتعد موسكو أكبر داعم عسكري وسياسي للمتمردين رغم إنكارها ذلك.
خلّف هذا الصراع الذي تعثرت تسويته السياسية أكثر من 13 ألف قتيل، ونحو 1,5 مليون نازح في أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة، وتقع على أبواب الاتحاد الأوروبي.
وتتهم موسكو كييف بالتحضير لهجوم عسكري لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، لكن السلطات الأوكرانية تنفي ذلك بشدة.