انتقدت فلسطين، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، القرار الذي اتخذه جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالسماح لجنوده بإطلاق النار على الفلسطينيين الذي يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة، ووصفت هذا الإجراء بأنه استباحة لحياة مواطنيها.
إذاعة هيئة البث الإسرائيلية (الرسمية) قالت، الأحد 19 ديسمبر 2021، إن الجيش "أتاح لجنوده إطلاق النار على الفلسطينيين مُلقي الحجارة والزجاجات الحارقة، حتى بعد الانتهاء من إلقائها، وأثناء انسحاب الشبان من المكان".
أشارت الهيئة إلى أن التعليمات الجديدة صدرت في الأسابيع الأخيرة وتم تعميمها في وثيقة مكتوبة على عناصر الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
الخارجية الفلسطينية قالت، في بيان، إنها "تنظر بخطورة بالغة لهذه التعليمات، وتعتبرها ضوءاً أخضر لارتكاب المزيد من الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين وفقاً لأهواء وأمزجة وتقديرات جنود جيش الاحتلال".
أضاف بيان الخارجية أن "القرار استهتار فاضح بالقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، واستباحة لحياة المواطنين وبث الخوف والرعب في نفوسهم لكسر إرادتهم في مواجهة الاستيطان والمستوطنين".
كذلك حمَّلت وزارةُ الخارجية الفلسطينية، الحكومةَ الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا "القرار العنصري"، وذكرت أنها ستتابع القرار مع الهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولية والمحاكم المختصة وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية، باعتباره "اعترافاً إسرائيلياً رسمياً باستباحة واغتصاب حياة الفلسطيني".
يأتي هذا بينما يتعرض الفلسطينيون في مناطق متفرقة من الضفة، لاعتداءات متكررة من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
يرد بعض الشبان الفلسطينيين على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين برشقهم بالحجارة أو الزجاجات الحارقة.
عادة ما تستهدف القوات الإسرائيلية الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة بقنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وكذلك الرصاص الحي، ما أدى لاستشهاد وإصابة الآلاف منهم خلال سنوات الصراع الطويلة.
إلا أن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن قرار السماح بإطلاق النار على مُلقي الحجار رسمياً.
يُشار إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، التابع للأمم المتحدة، وثق وقوع 427 حادث اعتداء للمستوطنين في الضفة بما فيها القدس الشرقية، منذ يناير/كانون الثاني حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
كذلك تشير بيانات "السلام الآن" إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.