جبهة محمود حسين تعيّن قائماً جديداً بأعمال المرشد العام للإخوان.. المتحدث باسم جبهة منير: لا قيمة له

أعلنت جبهة الدكتور محمود حسين، الأمين العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، وعضو مكتب الإرشاد، الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2021، اختيار الطبيب مصطفى طلبة ممثلاً للجنة المؤقتة، القائمة بأعمال المرشد العام محمد بديع، في حين قال أسامة سليمان المتحدث الرسمي باسم جبهة إبراهيم منير، إن هذا الإجراء لا قيمة له ولن يعتد به إطلاقاً في التنظيم.

بيان لجبهة حسين، الجمعة، قال إن اللجنة المؤقتة التي تقوم بمهام أعمال المرشد العام، سيستمر عملها 6 أشهر فقط، ليتم انتخاب لجنة أخرى بعدها، وبذلك يحل طلبة بديلاً لإبراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعماله.

تشكيل لجنة مؤقتة 

كانت جبهة محمود حسين أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، انعقاد ما يُعرف باسم مجلس الشورى العام للإخوان، ومناقشته طلب عضو مكتب الإرشاد الدكتور محمود حسين عدم التطبيق المباشر للمادة 5 من اللائحة العامة للجماعة فيما يخصه، والتي تقضي بتوليه مهمة القائم بأعمال المرشد.

الاجتماع قبل طلب حسين المقدم للمجلس، وقرر تشكيل لجنة مؤقتة يختارها مجلس الشورى العام، تقوم بأعمال المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر، وأعلنت إقالة إبراهيم منير من منصبه وعدم إسناد أي مهام تنظيمية إليه.

كانت جماعة الإخوان شهدت في الفترة الماضية خلافات كبيرة على أثر أزمة داخلية طالت عضو مكتب الإرشاد محمود حسين و5 آخرين من مجلس شورى الإخوان، وتوجيه اتهامات لهم من جانب القائم بأعمال المرشد، إبراهيم منير، بتعطيل مسار المؤسسات المنتخبة، بعد رفضهم الاعتراف بنتائج الانتخابات الداخلية التي أطاحت بهم من المناصب القيادية في الجماعة. 

على أثر ذلك وفي يوم الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول، أصدر منير الذي يشغل منصب نائب المرشد العام والقائم بأعماله، قراراً بإيقاف 6 من أعضاء شورى الجماعة (أعلى هيئة رقابية)، وإحالتهم إلى التحقيق، والموقوفون حسب البيان، هم: محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، والعضو الحالي بلجنة الإدارة العليا للجماعة (بديلة مؤقتاً لمكتب إرشاد الجماعة)، ومدحت الحداد، وهمام يوسف، ورجب البنا، وممدوح مبروك، ومحمد عبد الوهاب، وهم قيادات بارزة في الجماعة، وموجودون خارج مصر، وهو قرار رفضه حسين ومجموعة الخمسة الآخرين.

انتهاء أزمة الإخوان 

منير الذي يشغل منصب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والقائم بأعماله، قال في تصريحات تلفزيونية وقتها، إن الأزمة الداخلية التي كانت تشهدها الجماعة قد انتهت، ولم تعُد هناك أزمة حقيقيةٌ، مؤكداً أن هناك "6 أو 7 إخوة أعضاء وقيادات في الإخوان هم فقط مَن يرفضون تقبُّل الواقع الحالي".

فيما أضاف، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "الحوار" اللندنية، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن "الأجيال السابقة، وكبار السن، انتهى دورهم في الجماعة، ونريد أن نورّث الآن الراية لجيل الشباب"، مشيراً إلى أن "الانتخابات الأخيرة جاءت بالشباب، خاصةً أن السنوات الماضية أفرزت جيلاً جديداً بوعي كبير يساهم في نضوج الجماعة".

منير أضاف: "كل إخواننا الذين أحيلوا للتحقيق لم نسمع منهم أنهم قبلوا أو لم يقبلوا التحقيق (..)، ولعل في الأيام أو الأسابيع المقبلة يظهر موقفهم"، متابعاً: "مازال هناك عدم قبول للواقع (الجديد داخل الجماعة) لدى بعض الإخوة، ولعلهم في لحظات يتبين لهم أن المسألة ليست مسألة شخصية".

لكن بعد إحالة حسين والأعضاء الخمسة في مجلس الشورى للتحقيق وعدم انصياعهم لحضور جلسات التحقيق التي دعت إليها جبهة إبراهيم منير، أصدر منير قراراً بتجميد عضويتهم بالجماعة.

متحدثان جديدان

خلال لقائه التلفزيوني، أعلن منير عن تسمية عضو مجلس الشورى العام، أسامة سليمان، متحدثاً رسمياً لجماعة الإخوان المسلمين، والشاب صهيب عبد المقصود كأصغر متحدث إعلامي للجماعة.

في حين وجّه القائم بأعمال المرشد العام رسالة إلى أهالي المعتقلين، قائلاً إن "المعتقلين فريضة مثل فريضة الصلاة والصيام، وأي مبادرة خاصة بالمعتقلين ستعلَن على الجميع، ولن نعمل تحت الطاولة (..)، ولو حدثت مبادرة يمكنها التخفيف أو الإفراج عن المعتقلين فسنعلن عنها"، مشدّداً على أنهم يعتبرون "العمل من أجل المعتقلين فريضة بعد الصلاة والصيام".

من هو مصطفى طلبة؟

جدير بالذكر أن مصطفى طلبة هو عضو مجلس شورى الإخوان العام، عمِل طبيباً للجراحة العامة، ويبلغ من العمر 68 عاماً، وقد كان مسؤولاً للإخوان في السعودية وعاش سنوات طويلة في الرياض.

وهو أحد رموز العمل التنظيمي في الخارج منذ سنوات، وسبق أن أشرف على العديد من الملفات والأقسام الدعوية لدى تنظيم الإخوان بالخارج في السنوات الماضية، وهو أيضاً زميل الكلية الملكية في بريطانيا.

من جانبه قال أسامة سليمان المتحدث الرسمي باسم جبهة إبراهيم منير، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن إجراء الجبهة الخاصة بمحمود حسين لا قيمة له ولا يعتد به، وهو والعدم سواء.

شدد على أن هذا الإجراء لن يؤثر على الصف الإخواني على حد قوله، مشيراً إلى أن "جبهة حسين تريد أن تصنع بعض الإجراءات التي تحاول من خلالها إثبات وجودها، لكن بالإعلان عن تعيين طلبة قد أخرجوا أنفسهم من الجماعة إلى الأبد"، حسبما قال.

كذلك قال سليمان في تصريحاته لـ"عربي بوست" إن مجلس الشورى العام لم ينعقد هذه الأيام نهائياً، وكان انعقاده في أول ديسمبر/كانون الأول 2021، ولم يناقش مسألة تعيين مصطفى طلبة كقائم بأعمال المرشد من الأساس