قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن للصحفيين، الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن أمريكا تعتقد أن الوقت اللازم لإيران كي تصنع سلاحاً نووياً أصبح الآن "قصيراً فعلاً"، وبصورة مثيرة للانزعاج، في حين انتهت جولة مفاوضات في فيينا حول الاتفاق النووي بتحقيق تقدم طفيف.
لم يحدد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بشكل دقيق هذه المدة التي تم تقديرها بأنها مسألة شهور، وقال "لكنه (وقت) قصير فعلاً، قصير بشكل غير مقبول"، واصفاً ذلك بأنه أمر "مزعج"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
أشار المسؤول الأمريكي إلى أن أن أندريا جاكي، مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية، زارت الإمارات في وقت سابق من هذا الأسبوع، وطالبت الشركات الخاصة بعدم الالتفاف حول العقوبات المفروضة على إيران.
أضاف المسؤول "إذا كنتم تتهربون من العقوبات فإن الولايات المتحدة ستضعكم تحت رقابة مشددة، ستكون هناك عواقب".
كان مسؤولون أمريكيون قد تحدثوا عن أدوار رئيسية تلعبها الشركات الإماراتية، تُعد قناةً للمعاملات المالية ومبيعات النفط وغيرها من التجارة التي تجريها إيران مع العديد من الدول.
مفاوضات النووي
تأتي تصريحات المسؤول الأمريكي في وقت تحدث فيه المفاوضون حول الملف النووي الإيراني، أمس الجمعة، أثناء مغادرتهم فيينا، عن تقدّم طفيف في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران، مشدّدين في الوقت نفسه على ضرورة استئناف هذه المحادثات في أسرع وقت تجنّباً لفشلها.
دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا قالوا إنّه "تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة"، في المحادثات التي عقدوها في فيينا، بهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
إلا أن المسؤولين الأوروبيين حذروا من "أنّنا نتّجه سريعاً إلى نهاية الطريق في هذه المفاوضات"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهته، قال كبير مفاوضي طهران علي باقري "تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة"، مضيفاً "لدينا الآن مسودتان جديدتان، الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية".
كان المفاوضون الأوروبيون قد اختتموا مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا الجولة السابعة من المفاوضات، بعد أيام عديدة من المحادثات المكثفة، ولم يحدّدوا موعداً للجلسة المقبلة التي يأملون أن تعقد قبل نهاية السنة.
في تعليقه على مسار المحادثات، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان: "لا تسير بشكل جيد بمعنى أنّنا لم نجد بعد سبيلاً للعودة إلى الاتفاق النووي"، وأضاف: "نحن نسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018″، مشيراً إلى أنّ الاتفاق النووي وضع سقفاً للبرنامج النووي الإيراني.
من جانبهم، دعا عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين ومن بينهم ليون بانيتا، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، الرئيس جو بايدن لإطلاق مناورات عسكرية كبرى أو تحرّكات أخرى لإخافة إيران.
هؤلاء المسؤولون السابقون قالوا في بيان مشترك: "من دون إقناع إيران بأنّها ستعاني من عواقب وخيمة إذا ما استمرّت بمسارها الحالي، ستكون الآمال بنجاح الدبلوماسية ضئيلة"، مبدين في الوقت نفسه دعمهم لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الإيراني.
يُذكر أن 6 جولات من المحادثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى أُجريت في فيينا، بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
تهدف المفاوضات، التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة ترامب، في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران لدفعها إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
بدورها، تصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأمريكية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق.