اتّهم مرشحون بارزون للرئاسة الفرنسية رئيسَ البلاد الحالي والمرشح لولاية رئاسية جديدة، إيمانويل ماكرون، بإساءة استخدام السلطة واحتكار شبكات البث التلفزيونية لمصلحة حملته الانتخابية.
يأتي ذلك بعد أن نظَّم مساعدوه مقابلة مسائية لمدة ساعتين، تعرضها أكبر قناة تلفزيونية في فرنسا، وزعموا أن لا علاقة لها بحملة إعادة انتخابه، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021.
احتجاج منافسي إيمانويل ماكرون
تقدمت فاليري بيكريس، المرشحة الرئاسية عن حزب الجمهوريين المحافظ، باحتجاج إلى "المجلس الأعلى الفرنسي للإذاعة" (CSA)، وهي الجهة التنظيمية المعنية، وقالت إن مقابلة ماكرون المقررة مساء الغد على قناة TF1 الفرنسية، تحت عنوان "إلى أين تتجه فرنسا؟"، يجب أن تُقتطع من حصة ماكرون الخاصة ببث الحملة الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، المقررة في أبريل/نيسان المقبل.
كما قالت فاليري: "لا يمكن السماح بأن يكون لدينا (مرشح رئاسي) تُفتح له القنوات التلفزيونية عند الطلب، ويقضي ساعات في حملته الانتخابية، في حين يتعين على خصومه تسيير أمورهم مكتفين بالدقائق الخمس المخصصة للرد عليه".
أضافت المرشحة للرئاسة الفرنسية أن "هذا لا يتوافق مع مفهومي عن الديمقراطية، لذا أطلب من المجلس الأعلى للإذاعة التوجيه باستعادة المساواة في وقت التحدث الخاص بالحملات الانتخابية، والحفاظ على المنافسة الديمقراطية النزيهة".
كما زعمت بيكريس، التي تقدمت على منافسيها الآخرين في استطلاعات الرأي، خلال الأسبوع الماضي، لتصبح تهديداً بارزاً لماكرون، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عمَّد أن يكون توقيت مقابلته في الليلة نفسها التي كان من المقرر أن تظهر خلالها في مقابلة طويلة على قناة BFMTV الإخبارية".
أضافت بيكريس أن الشبكة ألغت دعوتها لتتمكن من تغطية البث الخاص بالمقابلة التي سجَّلها ماكرون يوم الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول، في قصر الإليزيه. وقالت فاليري إن المسؤولين عن حملة ماكرون "بدأوا في الذعر منها".
تحركات الرئيس الفرنسي قبل الانتخابات
من الجدير بالذكر أنه يُخصص للرؤساء الذين يتنافسون لإعادة الانتخاب ثلث الوقت الإجمالي لبث الحملات الانتخابية الرئاسية، وثلثا الوقت للمرشحين الآخرين، لكن تلك القواعد لا تسري إلا بعد إعلان الترشح.
لا يُتوقع أن يعلن إيمانويل ماكرون ترشحه رسمياً حتى الشهر المقبل، مع أنه يركز منذ أسابيع على تلبية رغبات ناخبيه المحتملين، ومحاولة استقطاب ناخبين جدد بالظهور التلفزيوني والزيارات الإقليمية وتقديم إعانات ومزايا جديدة.
تشير التسريبات الواردة عن قناة TF1 إلى أن إيمانويل ماكرون رفض خلال المقابلة الجزمَ بترشحه للانتخابات، لكنه أشار إلى عزمه على الترشح لولاية ثانية. وقال غابرييل أتال، المتحدث باسم الحكومة، إن المقابلة لا علاقة لها بالانتخابات.
أضاف أتال، الذي يشغل أيضاً منصب وزير في الحكومة، أنه "من الواضح أن فاليري بيكريس تخشى أن يعبر الرئيس عن نفسه، في حين أن فرنسا تريد أن تسمع منه المستجدات الخاصة بجائحة كورونا، وأيضاً عن حصيلة سنواته الرئاسية مع وصوله إلى نهاية ولايته".
مع ذلك، فإن ماكرون كان قد اتهم أيضاً الشهر الماضي باحتكار شبكات البث لمصلحة حملته، بعدما ألقى خطاباً مدته 30 دقيقة للشعب الفرنسي من قصر الإليزيه الرئاسي، استغلَّ معظمها للحديث عن نفسه.
منافسة قوية على رئاسة فرنسا
يأتي ذلك في وقت أدى فيه بروز المرشحين الرئاسيين، فاليري بيكريس وإريك زمور، إلى نقض الافتراض الذي تبناه فريق إيمانويل ماكرون خلال العام الماضي، بأنه يتجه إلى ولاية ثانية بعد منافسة سهلة مع المرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، زعيم حزب "التجمع الوطني".
قال زمور إن هيئة البث متواطئة مع ماكرون، لأنها قضت في سبتمبر/أيلول بضرورة اقتطاع الوقت الذي يقضيه في التحليل التلفزيوني من حصته الخاصة ببث الحملة الانتخابية، مع أنه لم يكن قد أعلن عن ترشحه في ذلك الوقت.
كما قالت لوبان إن مقابلة TF1 التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى المرشحين الآخرين، الذين أخذوا يشاهدون ماكرون وهو يقضي في البث التلفزيوني وقتاً غير محدود، ودون أن يُقتطع ذلك الوقت من الحصة المخصصة لبث حملته الانتخابية.