قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن بلاده تتطلع "بنشاط كبير" إلى تصنيف القمع المستمر لمسلمي الروهينغا في ميانمار على أنه "إبادة جماعية".
جاء ذلك في تصريحت لبلينكن في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الماليزية كوالالمبور، خلال جولة في جنوب شرق آسيا، وقال إن بلاده "تواصل أيضاً البحث بنشاط في تحديد ما هي الإجراءات المتخذة في ميانمار، وما إذا كانت تشكل إبادة جماعية، وهذا شيء نتطلع إليه بنشاط كبير في الوقت الحالي".
الوزير أوضح أن الوضع في ميانمار بعد الانقلاب العسكري في فبراير/شباط 2021 "ازداد سوءاً"، داعياً إلى إطلاق سراح أولئك الذين اعتقلهم النظام العسكري الحاكم، بمن فيهم مستشارة الدولة المخلوعة أونغ سان سو تشي.
كذلك حث بلينكن إدارة المجلس العسكري في ميانمار على السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإنهاء العنف ضد المتظاهرين.
رجَّح بلينكن أنه "سيكون من المهم للغاية في الأسابيع والأشهر المقبلة النظر في الخطوات والتدابير الإضافية التي يمكننا اتخاذها بشكل فردي وجماعي للضغط على النظام لإعادة البلاد إلى مسار ديمقراطي".
عقوبات مُحتملة
وفقاً للوزير الأمريكي، قد تشمل الإجراءات الإضافية عقوبات للضغط على القادة العسكريين لميانمار الواقعة في جنوب شرق آسيا للعودة إلى "المسار الديمقراطي".
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله، إن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يجب أن تقوم ببعض "مراجعة الذات" عندما يتعلق الأمر بميانمار.
كما أعرب الوزير الماليزي عن أمله في أن يكون اجتماع وزراء خارجية "آسيان" المقرر في يناير/كانون الثاني المقبل، قادراً على توضيح موقف المجموعة تجاه ميانمار، ووضع لائحة مطالب واضحة للمجلس العسكري في البلاد، مرفقة مع جدول زمني محدد لاستكمالها.
كان قادة "آسيان" (رابطة دول جنوب شرق آسيا) قد طالبوا قادة المجلس العسكري في ميانمار بوقف "أعمال العنف المؤسفة في البلاد على الفور".
تستضيف ماليزيا ما يقرب من 200 ألف لاجئ من أقلية الروهينغا الفارين من الاضطهاد في ميانمار.
يُذكر أن جيش ميانمار وميليشيات بوذية شنوا منذ 25 أغسطس/آب 2017، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان، وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهينغا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
كانت حكومة ميانمار تعتبر الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".
يُشار إلى أنه مطلع فبراير/شباط 2021، نفَّذ قادة بالجيش في ميانمار انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس مينت، والمستشارة سو تشي.