حمّلت حركة "حماس"، الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" التابعة لحركة "فتح" المسؤولية المباشرة عما سمتها "جريمة القتل والاغتيال المتعمد"، في مخيم "برج الشمالي" للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، بعدما تم إطلاق نار أثناء تشييع جنازة.
جاء ذلك في بيان للحركة، عقب ساعات من إطلاق نار وقع أثناء تشييع جثمان أحد عناصر حماس بالمخيم يدعى حمزة شاهين، وكان قد توفي جراء انفجار وقع بالمخيم يوم الجمعة 10 ديسمبر 2021.
أسفر إطلاق النار عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين، بينهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين.
الحركة قالت في بيانها: "نُحمل ما يسمى بقوات الأمن الوطني الفلسطيني المسؤولية المباشرة عن جريمة القتل والاغتيال المتعمد، ونحمل قيادة السلطة (الفلسطينية) في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".
اعتبرت الحركة أن "هذه الجريمة المروعة هي خدمة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول دائماً استهداف المخيمات الفلسطينية، وإسقاط حق العودة".
كذلك دعت "حماس" حركة "فتح" وجميع الفصائل والقوى والأحزاب الفلسطينية واللبنانية والإسلامية "إلى إدانة واستنكار المخطط التخريبي لقوات الأمن الوطني الفلسطيني، الذي لا يخدم إلا الاحتلال".
لكن قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في المخيم، طلال العبد قاسم نفى، عقب تلك الاتهامات، أن يكون مطلق النار من حركة "فتح" أو من قوات الأمن الوطني، معرباً عن استعداده لفتح تحقيق في الحادث.
تتبع قوات "الأمن الوطني" لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة التي تتولى إدارة الأمن في مخيمات اللجوء الفلسطينية بلبنان.
كان مصدر أمني رفيع قال مساء الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول 2021 لـ"عربي بوست"، إن ما جرى في المخيم هو أن عناصر من حركة فتح أطلقت النار بشكل مباشر على المشيعين، وجزءاً منهم كان بلباس الأمن الوطني المنوط به حماية المخيمات من أي أحداث أمنية.
كذلك كشفت مصادر فلسطينية لـ"عربي بوست" أن حركة فتح سلّمت متهماً بإطلاق النار في مخيم البرج الشمالي.
في سياق متصل، أدان السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور إطلاق النار الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في مخيم "البرج الشمالي"، مقدماً تعازيه الى الشعب الفلسطيني وحركة "حماس".
بحسب بيان صدر عن السفارة الفلسطينية، اعتبر دبور أن "ما حصل اعتداء علينا جميعاً وعلى أمن واستقرار مخيماتنا"، قائلاً: "سنفشل مجتمعين المشروع التدميري للمجتمع الفلسطيني، وسنبقى كما عهد شعبنا بنا موحدين، همنا واحد، ألمنا واحد، هدفنا واحد، ووفاؤنا لشعبنا موحد".
يُذكر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيماً، تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية، ويشهد بعضها من حين إلى آخر توترات واشتباكات مسلحة.