أعلن مهرجان "البحر الأحمر" السينمائي الدولي في السعودية إلغاء عرض "فيلم أميرة"، بناء على طلب من منتجيه، بعدما أثار الفيلم غضباً واسعاً لدى الفلسطينيين والعرب على شبكات التواصل الاجتماعي.
إدارة المهرجان قالت في موقعها الإلكتروني: "فيلم أميرة لن يُعرض في المهرجان"، مضيفةً: "نأسف على إلغاء عروض فيلم أميرة، وذلك بطلب من منتجي العمل"، دون تفاصيل أكثر، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول، السبت 11 ديسمبر/كانون الأول 2021.
الفيلم كان مدرجاً في جدول فعاليات مهرجان "البحر الأحمر" السينمائي، الذي ينطلق للمرة الأولى بالسعودية، والذي افتُتح مساء الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، ويستمر حتى 15 من الشهر الجاري.
خلال مشاركته بالمهرجان، قال المخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد، لصحيفة "الأهرام" المصرية، الجمعة: "أنا مع وقف كل عروض الفيلم، لأن الأسرى بالنسبة لنا جميعاً شيء مقدس".
أضاف أبو أسعد: "نحن اليوم موجودون بمنازلنا، ولكن الأسرى موجودون في السجون يحاربون من أجل حريتنا، فلا يمكن أن نتغاضى عن شعورهم".
جاء قرار وقف عرض "فيلم أميرة" في مهرجان "البحر الأحمر" بعد ساعات من إعلان أسرته وقف عروضه، والمطالبة بتأسيس لجنة لمناقشته.
يسلط فيلم "أميرة" الضوء على قصة فتاة اسمها "أميرة"، وُلدت عبر نطفة مهربة من والدها القابع في سجن "مجدو" الإسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة أن هذه النطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، الذي قام باستبدال العينة قبل أن يتم تسليمها للعائلة.
بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، يشكك الفيلم في نسب أبناء الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، الذين تم إنجابهم عبر "نطف مهربة" لآبائهم، الأمر الذي وصفه الفلسطينيون بـ"الخيال الهادف لتحقيق مكاسب فنية على حساب تضحيات الأسرى".
رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، كان قد قال إن "الفيلم يخدم الاحتلال الإسرائيلي وروايته ضد الأسرى"، مُديناً "استغلال هذه القضية التي تُعتبر إنجازاً فلسطينياً لم يحدث في التاريخ إلا في فلسطين".
كان الأردن قد اختار في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيلم "أميرة" كي يمثله في الدورة الـ94 لجوائز الأوسكار للتنافس في فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، التي سيتم إعلان جوائزها، في مارس/آذار المقبل، قبل أن تقرر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الخميس، سحب الترشيح.
اتخذت عمّان هذا القرار عقب اعتراض مؤسسات معنية بشؤون الأسرى على الفيلم، على اعتبار أنه "يشكك في نَسب أبناء الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، الذين تم إنجابهم عبر نطف مهربة من آبائهم".