شارك الآلاف بقطاع غزة، الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، في مسيرتين حاشدتين دعت إليهما حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ احتفالاً بالذكرى الـ34 لتأسيسها.
إذ خرجت المسيرة الأولى، غربي مدينة غزة، والثانية في مخيم جباليا، شمالي القطاع.
فيما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة، يتقدمهم عدد من قيادات حماس والفصائل الفلسطينية.
الإفراج عن الأسرى
من جهته، قال محمود الزهار، عضو المكتب السياسي للحركة، إن حماس تبذل كل جهد ممكن للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
الزهار أضاف، في كلمة، خلال المسيرة التي انطلقت غربي مدينة غزة: "لن نترك أبطالنا في سجون الاحتلال مهما كلف ذلك".
يُذكر أن "حماس" تحتفظ بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
بينما تعتقل إسرائيل 4650 أسيراً في سجونها، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني.
تابع عضو المكتب السياسي للحركة: "رسالتنا للمجتمع الدولي: إن حقوق الإنسان لا تتجزأ ولا تُحابي أحداً بسبب عقيدته أو انتمائه أو مسكنه أو ماله أو سلاحه".
كما أردف: "نقول لبريطانيا وأمريكا والذين اعتبروا الحركة الإسلامية (حماس) إرهابية، وهم يدّعون الديمقراطية ويمارسون الإرهاب قولاً وعملاً ويكيلون بأكثر من مكيال دعماً للاحتلال: نحن حركة تحرُّر وطني إسلامي، واجبها تحرير أرضها وحماية شعبها ومقدساتها".
كانت بريطانيا قد صنّفت، نهاية الشهر الماضي، حركة حماس، بجناحيها السياسي والعسكري، "منظمة إرهابية".
في حين دعا الزهار الشعوب العربية والإسلامية، وعلماء المسلمين إلى "دعم المقاومة، ونصرة الشعوب المظلومة".
توحيد الصف الفلسطيني
بدوره، قال مُشير المصري، القيادي في الحركة، إن "يد حماس، في ذكرى انطلاقتها، ممدودة لتحقيق الوحدة الوطنية واستعادة اللُّحمة، وتوحيد الصف الفلسطيني".
وأضاف المصري، في كلمة خلال مسيرة أخرى انطلقت شمالي القطاع، أن "حماس قدّمت تنازلات كبيرة ومرونة عالية من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية، وذهبت لكل خيار في سبيل ذلك".
فيما تابع: "نُرحب بكل جهد عربي وإسلامي دافع، باتجاه تحقيق الوحدة، وآخره الدعوة الجزائرية لعقد مؤتمر للفصائل الفلسطينية".
كذلك، دعا المصري إلى "إجراء انتخابات شاملة، رئاسية وبرلمانية ومجلس وطني (بمنظمة التحرير)، بعيداً عن الانتقائية والفئوية"، مردفاً: "نعمل بكل جدّ لتعزيز مقومات صمود شعبنا وتوفير الحياة الكريمة، وحماس ذاهبة لكل خيار، من أجل كسر الحصار الظالم على قطاع غزة".
لكنه حذّر إسرائيل من الاستمرار في المماطلة والتسويف (في رفع الحصار)، والتضييق على قطاع غزة.
كما رُفعت، خلال تلك المسيرات، صور لاعب كرة القدم المصري الدولي المعتزل، محمد أبو تريكة، والمعلق الرياضي الجزائري، حفيظ دراجي.
انطلاقة حركة حماس
كانت "حماس" قد تأسست في 14 ديسمبر/كانون الأول، من عام 1987، على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين بقطاع غزة، أبرزهم الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في مارس/آذار عام 2004.
تزامنت انطلاقة الحركة، مع بداية اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة باسم "انتفاضة الحجارة"، في 9 ديسمبر/كانون الأول 1987.
فيما تُعرّف "حماس" نفسها على أنها "حركة تحرر وطني، ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين".
بينما انخرطت الحركة في العملية السياسية الفلسطينية للمرة الأولى، عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عقدت عام 2006، وفازت آنذاك بغالبية مقاعد المجلس التشريعي.
يشار إلى أن الساحة الفلسطينية تعاني من انقسام سياسي وجغرافي، منذ العام 2007، حيث تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، في حين تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بزعامة الرئيس عباس، الضفة الغربية.