الإمارات تعترف بإغلاقها منشأة صينية تحت ضغط أمريكي.. أبوظبي: من الحماقة عدم الإنصات لحليفنا

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/10 الساعة 16:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/10 الساعة 16:38 بتوقيت غرينتش
دولة الإمارات - رويترز

قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لقيادة الإمارات، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن دولة الإمارات أمرت مؤخَّراً بإيقاف العمل في منشأةٍ صينية داخل البلاد؛ بعد أن جادَلَ مسؤولون أمريكيون بأن بكين تعتزم استخدام الموقع لأغراضٍ عسكرية، وذلك على الرغم من أن أبوظبي لم تكن تعتقد أن المشروع يحمل أهدافاً عسكرية.

حسب تقرير لموقع Wall Street Journal البريطاني، الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول، فإن مسؤول الخارجية الإماراتي أكد أن أبوظبي اتخذت هذا القرار لأنها "تسمع لمخاوف حليفها"، و"سيكون من الحماقة" عدم أخذها في الحسبان. 

مشروع صيني أقلق واشنطن

يقول قرقاش: "أوقفنا العمل في المنشأة"، لكن الموقف لم يتغيَّر، وهو أن المنشأة لم تكن منشأةً عسكرية، ولم يخض في تفاصيل حول الغرض الذي قالت الإمارات إنها تعتقد أن المنشأة تُستخدَم من أجله. 

يبدو أن تصريحات قرقاش أمام معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وهو مؤسسة فكرية، هي أول ملاحظة عامة  يطرحها مسؤول إماراتي في هذا الشأن. 

عكَس ضغط إدارة بايدن لإقناع الإمارات بإيقاف العمل في المنشأة، التحديات التي تواجهها في محاولة التنافس مع بكين في أرجاء العالم. 

فيما ذكرت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني)، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية اكتشفت في ربيع العام الجاري، البناء الصيني في ميناء بالقرب من العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث يدير التكتُّل الصيني العملاق "كوسكو" محطة حاويات تجارية. 

أدَّى هذا الكشف إلى زعزعة العلاقات بين إدارة بايدن والإمارات، أحد أكبر حلفاء واشنطن في الخليج، وحفَّز عقد سلسلةٍ من الاجتماعات رفيعة المستوى، علاوة على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين. وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بناءً على دعوةٍ من الولايات المتحدة، توقَّفَ البناء في الموقع مؤخَّراً. 

بينما لم يكشف المسؤولون الأمريكيون والإماراتيون عن الطبيعة الدقيقة للمنشأة قيد البناء في الموقع. 

أبوظبي في قلب صراع صيني أمريكي

المسؤول الإماراتي صرح، متحدِّثاً من أبوظبي، بأن حوار بلاده مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية كان "صريحاً للغاية". 

في حين لم تستجب سفارة الصين في واشنطن لطلباتٍ سابقة للتعليق على هذا الأمر. 

كما لم يتطرَّق بريت ماكغورك، منسِّق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط، أمس الخميس، على وجه التحديد، إلى  القضية الإماراتية التي أثارت الجدل. لكنه قال إنه فيما يتعلَّق بالصين، فقد "أوضحنا موقفنا بشأن أنواع الأنشطة التي من شأنها أن تعرِّض قدرتنا على القيام بأمورٍ يريدها شركاؤنا للخطر"، في إشارةٍ إلى مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا إلى حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين. 

يقول ماكغورك: "سيقول الصينيون في بعض الأحيان: نحن نفعل شيئاً ما، ونريد المساعدة في بناء ميناء، في حين أنهم في الواقع يفعلون شيئاً مختلفاً تماماً". وأضاف: "كان هناك بعض التيقُّظ لذلك، على ما أعتقد، في جميع أنحاء العالم، وضمن ذلك منطقة الشرق الأوسط". 

تُعَدُّ دولة الإمارات شريكةً وثيقةً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وقضايا أخرى، ومشاركة رئيسية في اتفاقيات أبراهام، التي بموجبها أقامت علاقاتٍ دبلوماسية كاملة مع إسرائيل. لكن علامات تعاونها الأمني الناشئ مع الصين عقَّدَت صفقةً مُزمَعة بقيمة 23 مليار دولار، تتضمَّن ما يصل إلى 50 طائرةً مقاتلة أمريكية من طراز إف-35 من الجيل الخامس، و18 طائرة مسيَّرة من طراز ريبر، وذخائر متطوِّرة أخرى. 

بهذا الخصوص، يؤكد قرقاش أن الإمارات تشعر بقلقٍ بالغ بشأن الوقوع في قلب التنافس بين الصين، أحد أكبر شركائها التجاريين، والولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال إن هناك "خطاً رفيعاً" بين المنافسة من جهة، والحرب الباردة الجديدة من جهةٍ أخرى، مضيفاً أن الإمارات لا تريد أن تنزلق المنافسة إلى حربٍ باردةٍ ثانية. 

تحميل المزيد