أظهر استطلاع للرأي أنَّ عاماً من المشاحنات التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، جعل الفرنسيين والبريطانيين يتبنون موقفاً أقل قبولاً تجاه بعضهم البعض، وقد فاقم هذا الشعور المتبادل النزاعات المرتبطة بأزمة الصيد، ثم الغواصات، وقواعد السفر الخاصة بـ"كوفيد-19″، بالإضافة إلى بروتوكول أيرلندا الشمالية.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، فقد وجد استطلاع لشركة YouGov أنَّ الآراء الإيجابية عن البريطانيين قد تراجعت في فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
تُظهِر البيانات المأخوذة من استطلاع EuroTrack الذي أجرته YouGov، أنَّ نسبة الفرنسيين الذين قالوا إنهم يتبنون وجهة نظر ناقدة عن بريطانيا ارتفعت إلى 42%، في نوفمبر/تشرين الثاني، من 33% في أغسطس/آب، بينما انخفض الرقم الذي يحمل رؤية إيجابية من 53% إلى 46%.
من جهتهم، يتخذ البريطانيون نظرة انتقادية مماثلة عن فرنسا، إذ ارتفعت النسبة التي لديها رأي سلبي عن أقرب جار قاري للمملكة المتحدة من 31% إلى 40%، وتراجع أولئك الذين لديهم وجهة نظر إيجابية من 56% إلى 47%.
يأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه تقارير صحفية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في حديث خاص بأنه "مهرج مسؤول عن سيرك"، بعدما نشر رئيس الوزراء تغريدةً بها خطاب يدعو فرنسا إلى استعادة الأشخاص الذين عبروا القناة عبوراً غير قانوني.
كما يتزامن أيضاً مع تفاقم التوترات بين لندن وباريس، التي تراكمت على مدى خمس سنوات من محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بسبب سلسلة من الخلافات المتصاعدة عبر بحر المانش، بعضها يتعلق بالتداعيات المترتبة على بريكست، لكن البعض الآخر ليس كذلك.
فقد شعرت فرنسا بالإهانة من تصريحات جونسون، في سبتمبر/أيلول الماضي، التي قال فيها إنه يجب على باريس "تمالك نفسها ومنحي استراحة"، وأدت الخلافات الأخيرة حول تراخيص الصيد وعبور القوارب الصغيرة لبحر المانش إلى مزيد من التوتر في العلاقات الأنغلو-فرنسية.
مع ذلك، لا تقتصر وجهات النظر الأوروبية السلبية عن بريطانيا على الفرنسيين، فقد وجد استطلاع EuroTrack الذي شمل 15 دولة أنَّ الناس في إسبانيا وألمانيا صاروا أكثر عداء تجاه بريطانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بالصيف.
فقد قال نصف الإسبان بالضبط إنَّ لديهم رأياً غير مؤيد لبريطانيا، في ارتفاع حاد من 38% في أغسطس/آب، بينما أظهرت ألمانيا زيادة أبسط من 41% إلى 45%، يعكسها انخفاض أربع نقاط في الآراء المؤيدة للمملكة المتحدة إلى 43%.