أعلن التحالف العربي، مساء الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، بدء تنفيذ "عملية واسعة" ضد الحوثيين، استجابة للتهديد، بعد وقت قصير من اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلق باتجاه عاصمة السعودية الرياض.
فيما توعد التحالف العربي، الحوثيين، قائلاً: "لحماية المدنيين سنضرب بيد من حديد في إطار القانون الدولي الإنساني"، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
لكن البيان استدرك قائلاً: "عمليات التحالف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
هذا الموقف أتى بعد دقائق من بيان مقتضب للتحالف أعلن فيه اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض.
بينما لم يصدر تعليق فوري من قبل الحوثيين حول الأمر.
خلال الـ24 ساعة الماضية، أعلن التحالف اعتراض وتدمير 7 طائرات مسيَّرة أطلقها الحوثيون تجاه السعودية.
فيما اعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مفخخة من دون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباط هذه الهجمات، رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار.
كان التحالف قد كثف، خلال الأيام الماضية، من ضرباته الجوية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء.
تشييع جثامين 25 مقاتلاً حوثياً
في غضون ذلك، أقام الحوثيون جنازات عسكرية، الإثنين، لتشييع جثامين 25 مقاتلاً لقوا حتفهم في معارك مع التحالف الذي تقوده السعودية، في وقت لا تظهر فيه أي إشارة على انحسار القتال، رغم تصاعد الجهود الدبلوماسية الدولية لإنهاء الصراع المستمر منذ سبع سنوات.
تلك الجنازات أُقيمت مع احتدام القتال في منطقة مأرب الغنية بالغاز، فيما تكثف طائرات التحالف قصفها لصنعاء ومأرب ومناطق أخرى.
حمل حرس الشرف النعوش المغطاة بالأعلام والزهور وصور الموتى، فيما عُزفت الموسيقى العسكرية بأنحاء العاصمة صنعاء. وتجمع الأقارب في مراسم الحداد.
كانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، عرضت لقطات لمقاتلين أثناء تبادل لإطلاق نيران المدفعية الثقيلة مع قوات التحالف في مأرب، الأحد، فيما حلقت الطائرات الحربية في سماء المنطقة. وقال مسؤولون حوثيون إن المقاتلين الخمسة والعشرين الذين دُفنوا في صنعاء قُتلوا جميعاً في مأرب.
دعوات لوقف شامل وفوري للقتال
في وقت سابق من يوم الإثنين، دعا أكثر من 40 زعيماً قبلياً يمنياً، جميع أطراف النزاع في البلاد إلى "وقف شامل وفوري لإطلاق النار"، وإعادة فتح جميع الطرقات والممرات الإنسانية.
جاء ذلك في بيان صادر عن ملتقى قبلي يمني استمر يومين في العاصمة الأردنية عمّان، بتنظيم من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية (غير حكومي) ومبادرة إدارة الأزمات الدولية، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، لبحث سبل إحلال السلام في اليمن.
فيما شدد الزعماء القبليون، في بيانهم، على ضرورة إعادة "فتح جميع الطرقات والممرات الإنسانية وفق ضوابط تضمن تدفق السلع وتسهّل حركة اليمنيين، واحترام حُرمة الطريق وحماية الإنسان اليمني".
كما دعوا "أطراف النزاع إلى إطلاق جميع المعتقلين والأسرى"، وحثوا "عموم اليمنيين على تفعيل القواعد العرفية بصفتها الضامن لعلاقة اليمنيين فيما بينهم، وبينها احترام الأماكن السكنية ومخيمات النزوح والتوقف عن استهدافها".
البيان جدّد دعوة جميع الأطراف إلى الانخراط الفوري مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ووسطاء السلام إلى اليمن، وتقديم تصوراتهم للحل، والالتزام وتنفيذ اتفاقي الرياض وستوكهولم لوقف "نزيف الدم بين اليمنيين".
يُذكر أن اتفاق الرياض تم توقيعه بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي عام 2019، بينما اتفاق ستوكهولم جرى توقيعه بين الحكومة وجماعة الحوثي في 2018.
كذلك شدد زعماء القبائل على "ضرورة إنهاء الانقسام المالي في مختلف المناطق لرفع المعاناة عن كاهل المواطن اليمني، وتوريد كافة الموارد المالية للبنك المركزي وصرفها لصالح تلبية الخدمات الأساسية لكافة مناطق اليمن، وصرف رواتب موظفي الدولة".
خلال افتتاح هذا الملتقى، الأحد، أعرب المبعوث الأممي عن تطلعه لمساهمة زعماء القبائل في إنهاء الأزمة اليمنية.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلة 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.