خرجت الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول 2021 مظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس، تنديداً بترشح اليميني المتطرف إريك زمور للرئاسة الفرنسية بخطابه الذي بناه على رفض الهجرة والإسلام، في وقت شهد فيه أول لقاء له مع أنصاره في حملته الانتخابية عمليات تدافع كبيرة وفوضى عارمة في قاعة مركز معارض فيلبينت في بلدة شعبية تحمل الاسم نفسه شمال باريس.
دعوة زمور "لاسترداد فرنسا"
ودعا إريك زمور أنصاره، في أول لقاء له في حملته الانتخابية، إلى "تغيير مجرى التاريخ" والمضي نحو "استرداد" فرنسا، وذلك خلال أول تجمّع له في منطقة باريس أمام حشد متحمّس.
وقال الكاتب المثير للجدل وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية "هناك 15 ألفاً منكم اليوم. 15 ألف فرنسي تحدوا الصوابية السياسية وتهديدات اليسار المتطرف وكراهية الإعلام"، وأضاف المرشح الذي بنى خطابه منذ شهور على رفض الهجرة والإسلام، أن "الرهان هائل، في حال فزت سيكون ذلك بداية استرداد أجمل بلدان العالم"، وتابع أن "الشعب الفرنسي يعيش هنا منذ ألف عام ويريد أن يظل سيداً في بلده".
كما أعلن زمور أمام أنصاره رفضه لتوصيف "اليمين المتطرف"، ووعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حق لم شمل الأسر واللجوء إلى طرد المهاجرين غير النظاميين، وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطبية للأجانب غير الأوروبيين، وهي تعهدات ألهبت حماسة الجمهور الحاضر، كما دعا زمور المسلمين إلى "الاندماج"، وتعهد بأن يطرح كل هذه التدابير على "الشعب الفرنسي" للاستفتاء، وقال "بقاؤنا لا يخضع لحسن نية القضاة الأوروبيين".
المرشح الذي اختار لحملته شعار "المستحيل ليس فرنسياً"، وهي عبارة منسوبة إلى نابليون، والذي أطلق حزبه رسمياً الأحد وسماه "الاسترداد"، صعد على المنصة على وقع موسيقى احتفالية بعد تأخير لأكثر من ساعة.
زمور في السباق الانتخابي الفرنسي
وأعلن اليميني المتطرف إريك زمور، في وقت سابق، قراره خوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المرتقبة العام 2022، في تسجيل مصور نشر على يوتيوب تضمن تحذيرات كثيرة من المهاجرين وتعهّدات بإعادة الهيبة إلى فرنسا على الساحة الدولية.
زمور قال وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "لم يعد الوقت (مناسباً) الآن لإصلاح فرنسا، بل لإنقاذها"، مشيراً إلى أن الكثير من الناخبين "لم يعودوا قادرين على التعرّف على بلادهم".
وجاء إعلان زمور قبل ساعات من عقد الجمهوريين (يمين) آخر مناظرة تلفزيونية لهم قبيل مؤتمر لاختيار مرشحهم نهاية الأسبوع، فيما بدأ المشهد في ساحة المعركة الانتخابية في نيسان/أبريل 2022 يتضح بالمجمل.
ويشير إعلان زمور، الذي يطلَق عليه "ترامب فرنسا" (نسبة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب)، إلى اعتقاده بأن لديه الدعم والتمويل الكافي للإطاحة بالرئيس إيمانويل ماكرون والتفوّق على زعيمة اليمين المتشدد المخضرمة مارين لوبان في انتخابات نيسان/أبريل المقبل.
وصف إريك زمور كثيراً بأنه ترامب الفرنسي، ولكنّ كثيراً من المراقبين يرون أنه أخطر من ترامب، وأنه يتفوق عليه تحديداً في قدرته على التأثير على الجماهير.