قضت محكمة استئناف طرابلس، الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، ببطلان حكم استبعاد اللواء المتقاعد خليفة حفتر من السباق الرئاسي، وأعادته إلى المنافسة في الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفق إعلام محلي.
إذ قالت قناة "ليبيا الأحرار" (محلية خاصة)، إن "محكمة استئناف طرابلس أبطلت حكم محكمة الزاوية (غرب) باستبعاد خليفة حفتر من السباق الرئاسي وأعادته إلى المنافسة".
يأتي ذلك بعد أن قضت محكمة الزاوية الابتدائية، الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باستبعاد خليفة حفتر من قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية الليبية.
عودة شخصيات جدلية للانتخابات
حفتر ثاني شخصية جدلية تتم إعادتها إلى المنافسة بحكم قضائي، غداة إعادة سيف الإسلام القذافي، بشكل نهائي، إلى سباق الانتخابات الرئاسية، بحكم من محكمة سبها.
بينما يتصاعد رفض رسمي وشعبي في ليبيا لترشُّح خليفة حفتر وسيف الإسلام؛ لكونهما متهمين بـ"ارتكاب جرائم حرب".
فيما أعلنت مفوضية الانتخابات، في الـ24 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، "قائمة أولية" تضم 73 مرشحاً للرئاسة، بينهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إضافة إلى قائمة أخرى شملت 25 مستبعداً، منهم سيف الإسلام.
من المنتظر أن تعلن مفوضية الانتخابات القائمة النهائية، الأربعاء، لانتهاء مرحلة الطعون لمدة 12 يوماً.
يأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التالية لها في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب، قاتلت ميليشيا حفتر لسنوات، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.
مَن الأقرب للفوز برئاسة ليبيا؟
على الرغم من أن كثيرين يرون أن سيناريو التأجيل أو حتى الإلغاء أصبح الأقرب فيما يخص الانتخابات الرئاسية في ليبيا، لأسباب كثيرة أمنية وقانونية، فإن غياب البديل للوضع الحالي وصعوبة استمراره ربما يكون كل منهما ضاغطاً لتتم الانتخابات بأي صورة كانت في موعدها المقرر 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
إذا ما تم هذا السيناريو، فسترسم القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة على الأرجح ملامح الرئيس القادم للبلاد، والذي سيكون أول رئيس "منتخب" على الإطلاق في تاريخ ليبيا، التي حكمها معمر القذافي بالحديد والنار لنحو أربعة عقود، ثم سقطت في براثن الحرب الأهلية والاضطرابات على مدى عقد آخر.
مع ازدياد التعقيد في المشهد قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات الرئاسية، واستمرار التطاحن القانوني على مستوى دوائر الطعون القضائية، يبدو أن هناك ثلاث شخصيات رئيسية، تملك أكبر الحظوظ للفوز بكرسي الرئاسة، وكل منها شخصية جدلية.
المقصود بهؤلاء الثلاثة الدبيبة وخليفة حفتر (إذا ما جاء اسمه ضمن القائمة النهائية للمرشحين، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، بحسب كثير من المراقبين)، وسيف الإسلام القذافي.
بمجرد إعلان قائمة المرشحين، من المرتقب أن تنطلق حملة انتخابية غير تقليدية، بسبب العوائق الأمنية، التي تحول دون قدرتهم على التحرك بحُرية في مدن الأقاليم الثلاثة (طرابلس، وبرقة، وفزان).