جُرِّد من ملابسه وضُرب قبل دفعه نحو البحر.. مترجم ظنت اليونان أنه لاجئ يفضح اعتداءاتها على المهاجرين

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/02 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/02 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
اليونان تفتتح أول مخيم مغلق للاجئين - رويترز

كشفت صحيفة "New York Times" الأمريكية، الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن قوات من حرس الحدود اليوناني اعتدت في سبتمبر/أيلول 2021، على مترجم، وأرغموه على اجتياز الحدود نحو تركيا،  ظناً منهم أنه طالِبَ لجوءٍ.

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه كثيراً ما نفى المسؤولون اليونانيون شكاوى جماعات حقوق الإنسان من أن حرس الحدود قد تعاملوا بوحشية مع المهاجرين وأعادوهم بالقوة إلى تركيا، مدعين أنها "أنباء كاذبة أو دعاية تركية". 

شكوى رسمية 

المترجم المعتدى عليه، الذي يعمل لصالح الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس"، ويقيم بشكل قانوني ضمن أراضي الاتحاد الأوروبي، تقدم بشكوى رسمية مدعومة بالأدلة، وفقاً لمسؤولين أوروبيين يتعاملون مع قضيته.

وتمثل ادعاءاته إشكالية بشكل خاص للمسؤولين اليونانيين، لأنه مقيم قانوني في الاتحاد الأوروبي. 

من جانبها، قالت المفوضة الأوروبية للهجرة إيلفا جوهانسون إنها اتصلت بالمترجم الجمعة لمناقشة اتهاماته، فيما أكدت أنها "شعرت بقلق بالغ بشأن روايته". 

أضافت المفوضة الأوروبية: "بالإضافة إلى قصته الشخصية، فإن تأكيده على أن هذه لم تكن حالة منعزلة يعد قضية خطيرة"، مشيرة إلى أنه أخبرها أنه شاهد ما لا يقل عن 100 مهاجر تم دفعهم عبر الحدود. 

مع ذلك، ألقى بيان صادر عن وزارة الحكومة اليونانية بظلال من الشك على روايته، قائلاً إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "الحقائق ليست كما قدمت".

من جانبهم، أكد مسؤولون أوروبيون أن الشكوى تعامل على أنها ذات مصداقية بسبب موقف الرجل والوثائق التي قدمها، بما في ذلك تسجيلات الصوت والفيديو.

جُرِّدوا من ملابسهم 

وقال المترجم الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "إنه والعديد من المهاجرين الذين احتُجز معهم تعرضوا للضرب وتجريدهم من ملابسهم، وإن الشرطة صادرت هواتفهم وأموالهم ووثائقهم". 

قال إن محاولاته لإخبار الشرطة بهويته كمترجم قوبل بالضحك والضرب. 

قال كذلك إنه نُقل إلى مستودع بعيد حيث احتُجز مع 100 آخرين على الأقل، بينهم نساء وأطفال. ثم تم وضعهم على زوارق ودفعوا عبر نهر إيفروس إلى الأراضي التركية.

المترجم بحسب الصحيفة في الأصل من أفغانستان، وعاش لسنوات كمقيم قانوني في إيطاليا، وقد تم تعيينه من قِبَل فرونتكس كعضو في فريق خبراء مموّل من الاتحاد الأوروبي تم نشرهم لمساعدة حرس الحدود على التواصل مع طالبي اللجوء.

المترجم يعمل في منطقة إيفروس الحدودية جنباً إلى جنب مع اليونان والاتحاد الأوروبي، وكان في طريقه إلى ثيسالونيكي، ثاني أكبر مدينة في اليونان، لقضاء فترة راحة عندما سحبته الشرطة وعدد من المهاجرين من حافلة، على حد قوله.

قال المترجم إنه بعد تعرضهم للضرب والاحتجاز وإجبارهم على الدخول إلى تركيا، تمكن من الوصول إلى اسطنبول، حيث تلقى مساعدة قنصلية من السلطات الإيطالية، وأعيد في النهاية إلى إيطاليا في 18 سبتمبر/أيلول 2021.

وقال متحدث باسم فرونتكس إن الوكالة تحقق في التقرير ولا يمكنها التعليق أكثر طالما أن التحقيق مستمر.

كانت اتهامات مماثلة صادرت عن جماعات حقوق الإنسان، تزعم جميعاً أن السلطات اليونانية تعتقل وتطرد المهاجرين بشكل روتيني دون السماح لهم بإكمال طلبات اللجوء، وغالباً بطريقة عشوائية وعنيفة. 

كما اتُهمت السلطات اليونانية برد المهاجرين في قوارب واهية في بحر إيجه، مما أدى في بعض الأحيان إلى تعطيل المحركات وترك المهاجرين للعودة إلى المياه التركية، وطالما ما نفت اليونان هذه الاتهامات.

تحميل المزيد