أوروبا تحاول مواجهة النفوذ الصيني بصندوق تمويل ضخم.. ستمول استثمارات بقيمة 300 مليار يورو حول العالم

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/02 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/02 الساعة 17:59 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني برفقة المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي/ رويترز

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2021، نقلاً عن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، إن خطة الاتحاد الأوروبي لاستثمار 300 مليار يورو (نحو 340 مليار دولار أمريكي) في البنية التحتية العالمية ستكون أفضل من مبادرة الحزام والطريق الصينية، وذلك في سياق إعلانها عن الاستراتيجية التي ترمي إلى تعزيز التكنولوجيا والخدمات العامة في البلدان النامية.

أشارت فون دير لاين إلى أن استراتيجية "البوابة العالمية" للاتحاد الأوروبي تمثل مبادرة إيجابية لتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء العالم، علاوة على أنها تستند إلى قيم الديمقراطية والشفافية.

مبادرة "الحزام والطريق" الصينية 

كانت مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي عادةً ما توصف بأنها طريق الحرير الخاص بالقرن الحادي والعشرين، قد مكَّنت بكين من توسيع نفوذها الدولي من خلال استثماراتها في أكثر من 70 دولة، تضم نصف سكان العالم تقريباً وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. 

يُتوقع أن تصل تكلفة المشروعات الخاصة بالمبادرة الصينية إلى نحو 1.3 تريليون دولار، وقد ساعدت عديداً من البلدان بآسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية في إنشاء سكك حديدية وموانئ تربطها بالصين، ومع ذلك فإن أغلبها يصبح مثقلاً بالديون لبكين.

قالت فون دير لاين، التي جاءت إلى المنصب مع تعهدات بتكوين "لجنة جيوسياسية" قادرة على قيادة أوروبا في ظل المنافسة التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إن الدول ليست لديها خيارات كافية للحصول على استثمارات في مشروعات البنية التحتية الكبيرة.

أوضحت: "فيما يتعلق بخيارات الاستثمار، فإنها محدودة نسبياً الآن. والخيارات القليلة الموجودة تأتي في كثير من الأحيان مع كثير من الشروط الصغيرة، لكنها تتضمن عواقب كبيرة، سواء كان ذلك من الناحية المالية أو السياسية، والاجتماعية أيضاً في أحيان كثيرة".

 سد الفجوة مع الصين 

أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، لكن فون دير لاين أبدت ثقتها بقدرة الاتحاد الأوروبي على سد الفجوة مع الصين، وإن كان من المتوقع أن يظل الإنفاق الأوروبي أقل من نظيره الصيني. وأجابت عندما سُئلت: "نعم، بالتأكيد نحن قادرون على ذلك".

قالت إن "الدول [كانت لديها] بالفعل تجاربها مع الاستثمارات الصينية،وهي بحاجة إلى عروض أفضل ومختلفة"، مضيفةً أن خطة الاتحاد الأوروبي تعرض "بديلاً حقيقياً".

تعهدت فون دير لاين بأن ينهج الاتحاد الأوروبي مساراً مختلفاً، وقالت: "نريد أن نبيِّن أن النهج الديمقراطي القائم على حفظ القيم قادر أيضاً على تلبية أشد التحديات إلحاحاً"، مشيرة إلى أولويات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا الرقمية.

بموجب الخطط المقترحة، تسعى المفوضية الأوروبية والدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وذراعها الخاصة بالإقراض، "بنك الاستثمار الأوروبي"، إلى توليد 300 مليار يورو (نحو 340 مليار دولار) من الأموال العامة والخاصة، بحلول 2027، أي نحو 60 مليار يورو (نحو 68 مليار دولار) سنوياً. وتشمل المشروعات التي يحتمل أن يدعمها الاتحاد الأوروبي، البنية التحتية للاعتماد على وقود الهيدروجين الأفضل، والكابلات البحرية الناقلة للإنترنت والإنفاق في المدارس.

تفاوت تقديرات مبادرة الحزام

كان محللون في مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية "مورغان ستانلي" Morgan Stanley، توقعوا أن تكلف مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ما بين 1.2 تريليون دولار و1.3 تريليون دولار بحلول عام 2027، مع تفاوت في التقديرات.

قالت فون دير لاين إن خطط الاتحاد الأوروبي تتماشى مع مبادرة جو بايدن "إعادة بناء عالم أفضل". وتعهدت بأن تكون الدول التي تتلقى قروضاً من الاتحاد الأوروبي حرةً في تحديد أولوياتها، مع التشديد الأوروبي أيضاً على أهداف السياسة الخضراء والبنية التحتية الرقمية.

أما راينهارد بوتيكوفر، السياسي الألماني وعضو البرلمان الأوروبي، الذي يجادل منذ زمن طويل بأن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه اتخاذ نهج أشد صرامة في التعامل مع الصين، فقد وصف إطلاق الاستراتيجية بأنه إنجاز بارز وخطوة مهمة للاتحاد الأوروبي.

قال بوتيكوفر: "كثير من الشركاء في جميع أنحاء العالم على أهبة الاستعداد للعمل معنا لتحقيق استراتيجية البوابة العالمية في آسيا وإفريقيا والأمريكتين".

مع ذلك، فقد شكك بعض المراقبين في إمكانية نجاح الخطط  الأوروبية، وذهب جوناثان هولسلاغ، الأستاذ بجامعة بروكسل الحرة، إلى أن اللجنة بدأت من "وجهة نظر ساذجة إلى حد ما للاقتصاد الجغرافي".

كتب هولسلاغ في موقع U Observer، قائلاً: "طريق الحرير الصيني يحتل المرتبة الأولى وسيبقى فيها، لأن بكين تكسب مئات المليارات من اليورو من التجارة مع الغرب واستثمارها في الخارج. فما دامت الصين تحوز فائضاً تجارياً قدره 540 مليار يورو (نحو 611 مليار دولار) سنوياً في ميزان علاقاتها التجارية مع الغرب، فإن تخصيص 67 مليار دولار [سنوياً] لمبادرة البوابة العالمية تبقى هينة الشأن إلى حد كبير".

تحميل المزيد