أعلن اليميني المتطرف إريك زمور، الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قراره خوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المرتقبة العام 2022، في تسجيل مصور نشر على يوتيوب تضمن تحذيرات كثيرة من المهاجرين وتعهّدات بإعادة الهيبة إلى فرنسا على الساحة الدولية.
زمور قال وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "لم يعد الوقت (مناسباً) الآن لإصلاح فرنسا، بل لإنقاذها"، مشيراً إلى أن الكثير من الناخبين "لم يعودوا قادرين على التعرّف على بلادهم".
وجاء إعلان زمور قبل ساعات من عقد الجمهوريين (يمين) آخر مناظرة تلفزيونية لهم قبيل مؤتمر لاختيار مرشحهم نهاية الأسبوع، فيما بدأ المشهد في ساحة المعركة الانتخابية في نيسان/أبريل 2022 يتضح بالمجمل.
ويشير إعلان زمور، الذي يطلَق عليه "ترامب فرنسا" (نسبة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب)، إلى اعتقاده بأن لديه الدعم والتمويل الكافي للإطاحة بالرئيس إيمانويل ماكرون والتفوّق على زعيمة اليمين المتشدد المخضرمة مارين لوبن في انتخابات نيسان/أبريل المقبل.
ومن المقرر أن يعقد أول اجتماع رسمي لحملته صباح الأحد في باريس.
وصف إريك زمور كثيراً بأنه ترامب الفرنسي، ولكنّ كثيراً من المراقبين يرون أنه أخطر من ترامب، وأنه يتفوق عليه تحديداً في قدرته على التأثير على الجماهير.
اليميني المتطرف زمور
وزمور، صحفي يميني معتاد على الظهور التلفزيوني، ولكن صعوده واحتمال ترشحه للرئاسة، يزعج اليمين المتطرف والمؤسسة السياسية التقليدية المحافظة على حد سواء في البلاد، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
وإريك زمور هو سليل مهاجرين جزائريين اشتهر بمواقفه الشديدة المناهضة للمهاجرين. إنه مفكر فرنسي كلاسيكي يلعب على نزعة معاداة المثقفين لدى شريحة من الناخبين فرنسي الأصل.
وكان إريك زمور قد أثار جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الداعمة لما قاله الرئيس ماكرون حول "عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، مؤكداً أن فرنسا هي من صنعت الجزائر طيلة 132 عاماً.
يقول برنارد كوتريس، أستاذ العلوم السياسية في معهد باريس للدراسات السياسية: "ما قد يكون خطيراً هو أن ما يقوله، والطريقة التي يدير بها حملته، والقضايا التي يتناولها، هي قضايا متفجرة للغاية. في أي وقت تُذكر فيه قضية الهوية، تكون النهاية سلبية. هذا الهوس بقضية الهوية الوطنية هو ليس بالأمر الخطير للغاية، لكنه يخلق مناخاً سلبياً، وأجواء تشاؤمية".
وقد أدت مغازلة زمور الجادة للمشاعر الشعبوية مع احتمال خوضه لانتخابات الرئاسة في 2022 إلى إثارة الحالة المزاجية ورفع المخاطر في الانتخابات التي يعتقد الكثيرون أنها ستشهد منافسة ساخنة مثلما حدث في الجولة الثانية لعام 2017 بين الرئيس إيمانويل ماكرون والمرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان.