أقدم محتجون لبنانيون، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على قطع الطرقات في مناطق واسعة بالبلاد، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتدهور قيمة العملة المحلية، في وقت كشف فيه الرئيس اللبناني ميشال عون أنه سيدعو قطر إلى الاستثمار في بلاده.
وقطع العشرات من المحتجين عدداً من الطرقات الداخلية ومداخل العاصمة بيروت؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، كما أقدم المحتجون على وضع حاويات النفايات، وبعض العوائق والحجارة في الطرق لمنع المواطنين من الوصول إلى أعمالهم.
دعم قطري للبنان
وفي سياق متصل، أعلن أمير قطر تميم بن حمد استعداد بلاده للوقوف إلى جانب لبنان، وإيفاد وزير خارجية بلاده إلى بيروت قريباً لتقديم الدعم والمساعدة.
وجاء ذلك خلال لقائه مع الرئيس اللبناني ميشال عون، في الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، في إطار زيارة رسمية يُجريها الأخير للبلد الخليجي، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.
ونقل البيان عن الأمير تميم قوله إن "قطر مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات، من أجل النهوض من الظروف الصعبة التي يعيشها، والتي انعكست سلباً على الحياة اليومية للبنانيين"، وأوضح الأمير أنه "سيوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن قريباً (دون تحديد موعد) إلى العاصمة بيروت، لتقديم الدعم والمساعدة الضرورية".
كما أعرب عن تطلعه إلى أن تجد الأزمة القائمة بين لبنان ودول الخليج حلولاً في القريب العاجل، مؤكداً ترحيب بلاده باللبنانيين الذين بات عددهم حوالي 55 ألفاً.
تصريحات عون
بدوره، وصف عون دعم قطر لبلاده بـ"النموذجي"، مرحِّباً بعلاقات الأخوة والتعاون بين الدوحة وبيروت، وبالاستثمارات القطرية لتنفيذ المشروعات التنموية في لبنان، حسب المصدر ذاته.
وفي وقت سابق الإثنين، بحث تميم وعون "تعزيز التعاون الثنائي، وآخر تطورات الأوضاع في لبنان، وأبرز المستجدات ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً"، وفق وكالة الأنباء القطرية.
وكانت صحيفة "الراية" القطرية نقلت عن عون قوله إنه "سيدعو قطر إلى تنفيذ استثمارات متعددة في بلاده، في محاولة لضخ سيولة جديدة تكون قادرة على مساعدة الدولة في النهوض مجدداً".
وأضاف عون للصحيفة أن بلاده بحاجة إلى استثمارات قطرية في قطاعات عدة، "مثل الكهرباء والبنى التحتية، أضف إلى التوظيف المصرفي".
وبدأ الرئيس اللبناني زيارة رسمية غير محددة المدة لقطر، للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
احتجاجات غاضبة
في خضم ذلك، قطع محتجون بمدينة طرابلس شمالاً بعض شوارع المدينة الرئيسية والفرعية بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات والحجارة، بالإضافة إلى ركن بعض السيارات والشاحنات وسط الطريق.
وشهدت شوارع طرابلس انتشاراً كثيفاً لعناصر الجيش، في وقت علقت فيه العديد من المدارس الدوام، حفاظاً على سلامة الطلاب، بحسب المراسل.
وعلم مراسل الأناضول أيضاً أن المحتجين قطعوا طرقات رئيسية في مدينة صيدا (جنوب) بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والانقطاع المتواصل للكهرباء.
أما في البقاع (شرق) فقد أفادت غرفة التحكم المروري (الشرطة) في تغريدة عبر "تويتر"، بقطع عدد من الطرقات في مدينة زحلة وشتورة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار.
والأحد، كلف وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، مديري المدارس التنسيق مع المعلمين نظراً للدعوات التي أطلقتها أكثر من جهة لإقفال عدد من الطرق والشوارع (الإثنين)، وذلك لاتخاذ القرار فيما يتعلق بترك مدارسهم مفتوحة أو إقفالها حفاظاً على سلامة المدرسة ومعلميها وتلامذتها وأهاليهم.
فيما قال رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، في تغريدة، إن "البلاد تتخبط تحت وطأة الجوع وأسعار الدواء وفواتير الاستشفاء وما من كلمة حول البطاقة التموينية وما من إشارة حول إصلاح الكهرباء (..) في ظل تنصُّل كامل حول مسؤولية انهيار الليرة"، وأضاف: "بالمناسبة أين الدعم للجيش، همكم تدمير القضاء لدفن التحقيق (المتعلق بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020)".
وسجلت الليرة اللبنانية، خلال الأسبوع الجاري، هبوطاً إضافياً، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد 25 ألف ليرة في السوق الموازية، بينما سعره الرسمي يبلغ 1515 ليرة.
ومنذ أكثر من عامين، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي واحدة من بين 3 أسوأ أزمات اقتصادية في العالم، أدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وارتفاع بمعدلات الفقر والبطالة.