فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تحقيقاً مع شاب لبناني مسلم ادعى أنه اعتنق اليهودية لسنوات، حيث نشط بين الجماعات المتشددة بأمريكا وفي دعم إسرائيل، ولكن زواجه بفتاة يهودية أحبها كان بداية الشك في هويته الحقيقية
صحيفة "The Times of Israel" الإسرائيلية نشرت الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني، قصة الشاب علي حويلة (23 عاماً)، والذي اختار له اسم "إيليا" لاحقاً، انتقل إلى أمريكا في عام 2015، وهناك انخرط في صفوف الناشطين اليهوديين، مدعياً ديانته اليهودية.
مكتب التحقيقات الفيدرالي أجرى تحقيقاً مع إيليا؛ للتأكد مما إذا كان يعمل مع "جماعة إرهابية تحاول التسلل إلى المجتمع اليهودي"، وذلك بعد أن فشل "الحاخامات الذين أشرفوا على حفل زفافه في اكتشاف أنه كان محتالاً"، بحسب ما تقوله الصحيفة.
فبعد أسبوعين من زفافه على فتاة يهودية أحبها، عثرت عائلة العروس على وثائق (تخصه) في منزلها، من بينها جواز سفره اللبناني باسم مختلف".
مسلم من مدينة صور
بحسب الصحيفة، فقد وُلد حويلة في لبنان لأبوين مسلمين من الشيعة، وعاش في مدينة صور جنوبي لبنان، ووالده كان متديناً، لكن حويلة نفسه لم تكن لديه أي صلة بالإسلام، ولا صلة بأي دين، على حد قوله.
أوضح حويلة أنه "تعرف على الديانة اليهودية وهو في المدرسة الثانوية في لبنان، مستخدماً محركات البحث على الإنترنت، إذ كان يبحث عن الديانة الأقرب إليه والتي يستطيع الاعتقاد بها"، حسب ما قال.
في سبتمبر/أيلول 2015، انتقلت عائلة حويلة للعيش بالولايات المتحدة؛ وهو ما دفعه إلى البحث عن المعابد اليهودية، مشيراً إلى أنه لجأ إلى جمعية محلية في هيوستن، وطلب منها تغيير دينه لكن طلبه قوبل بالرفض.
في وقت لاحق، بدأ حويلة دراسة الهندسة في تكساس، وهناك ادعى أنه يهودي، واختار اسم إيليا، وأصبح نشطاً في المنظمات اليهودية والمؤيدة لإسرائيل، مشيراً أن لا أحد شكك في أن له جذور يهودية.
الكشف عن هويته
الحاخام يوسي لازاروف، قال إن حويلة التقى زوجته على موقع يهودي للمواعدة، و"قدم نفسه لها زورا على أنه يهودي ملتزم".
وقال لازاروف: "عندما سألني الحاخام عزرا زعفراني، وهو حاخام سوري عما إذا كان إيليا يهودياً، أخبرته صراحة بأنني لا أعرف"، وذلك بعدما شكت العائلة في بعض سلوكياته التي اعتبرتها غير ملتزمة.
وأوضح حويلة، في مقابلة القناة الإسرائيلية، أن الشكوك بشأنه ظهرت بعد الزفاف، خاصة بعد عدم حضور أقارب من جانب العريس، وتابع: ""بدأ والد زوجتي في البحث عن اسم عائلتي على محرك البحث جوجل، حتى وصل إلى والدي الذي أخبره بأشياء كثيرة عني، وأنني ليس يهودياً".
وشدد على أنه "بمجرد التأكد من هويتي الحقيقية، تم فصلي عن زوجتي وأبعدوها عني بشكل تام".
وتم التحقيق مع حويلة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، بعد أن أثيرت شكوك حول أنه قد يكون يعمل مع مجموعة إرهابية تحاول التسلل إلى المجتمع اليهودي، لاسيما أنه من جنوب لبنان، وهي تعتبر من المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله.
وقالت التقارير إن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يجد أي شيء يدينه بالتورط في أنشطة إرهابية، أو تزوير الوثائق.
ويصر حويلة على أنه لم يقصد إيذاء المرأة التي تزوجها، والتي لم يتم ذكر اسمها، فيما ترفض التحدث إلى وسائل الإعلام، وختم قائلاً: "إذا أرادت أن تمنحني فرصة ثانية، فيمكنها أن تمنحني فرصة ثانية، وإذا لم تكن تريد ذلك فمازلت لا ألومها، هي حب حياتي".