قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن على الأمريكيين الاستعداد لفعل "أي شيء وكل شيء" لمواجهة تفشي سلالة فيروس كورونا الجديدة أوميكرون، مشيراً إلى أنه "سينتشر في كل مكان".
تصريحات فاوتشي تأتي بينما يواصل المتحور الجديد من فيروس كورونا، أوميكرون، انتشاره في مختلف أرجاء العالم على الرغم من سعي المزيد من الدول لعزل نفسها بفرض قيود جديدة على السفر، وغلق أجوائها على المسافرين القادمين من دول جنوب إفريقيا، بينما أغلقت أخرى مجالها الجوي أمام الجميع.
فاوتشي يحذر من سلالة أوميكرون
فاوتشي قال لتلفزيون إيه.بي.سي نيوز: "من السابق لأوانه القول ما إذا كنا بحاجة إلى عمليات إغلاق أو تفويضات جديدة"، وقال "يجب أن تكونوا مستعدين لفعل أي شيء وكل شيء".
كما قال أنتوني فاوتشي إنّه توجد اتصالات مع علماء في جنوب إفريقيا بشأن متحور كورونا الجديد "أوميكرون"، وأكّد كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي أنّ هذا المتحور "سيظهر في النهاية تقريباً في كل مكان، وذلك بالنظر إلى درجة قابليته للانتقال".
أضاف في أول تصريح له حول المتحور الجديد أنّ "مراجعة أبحاث جنوب إفريقيا ستساعد الولايات المتحدة على فهم أفضل إذا ما كان متحور كورونا الجديد لا يتأثر بلقاحات كوفيد، وبماذا تختلف موجات العدوى المقبلة عن الموجات السابقة".
أوضح أيضاً في تصريح إلى شبكة "سي إن إن"، أنّ بعض "التحورات تثير القلق من ناحية إمكان انتشارها سريعاً، أو قدرتها على مقاومة الأجسام المضادة"، مشيراً إلى أن "المتحوّر الجديد سينتشر في كل مكان".
بينما قال البيت الأبيض في بيان إن أنتوني فاوتشي كبير المسؤولين الأمريكيين في مجال الأمراض المعدية أبلغ الرئيس جو بايدن يوم الأحد أن الأمر سيستغرق نحو أسبوعين للحصول على معلومات أكثر تحديداً حول قابلية الانتقال والسمات الأخرى لسلالة أوميكرون الجديدة من كورونا.
كما نقل البيان عن فاوتشي قوله لبايدن: "إنه لا يزال يعتقد أنه من المرجح أن توفر اللقاحات الحالية درجة من الحماية ضد الإصابات الشديدة بكوفيد".
منظمة الصحة العالمية قلقة
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية، الأحد، إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المتحور الجديد من فيروس كورونا (أوميكرون) أشد عدوى مقارنة بمتحور سارس كوف-2 أو ما إذا كان يتسبب في مرض أشد خطورة.
أضافت المنظمة: "البيانات الأولية تشير إلى أن هناك معدلات متزايدة من دخول المستشفيات في جنوب إفريقيا، لكن قد يكون ذلك بسبب زيادة الأعداد الإجمالية للمصابين وليس نتيجة إصابتهم بمتحور أوميكرون تحديداً".
أثار اكتشاف متحور أوميكرون، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي بأنه "مقلق"، مخاوف على مستوى العالم من أن يكون مقاوماً للقاحات، وأن يطيل أمد جائحة كوفيد-19 المستمرة منذ نحو عامين.
بينما فرضت العديد من الدول قيوداً على السفر وحظراً على المسافرين من دول جنوب القارة الإفريقية في محاولة لكبح انتشار السلالة الجديدة.
فيما هبطت أسواق المال وسط قلق المستثمرين من أن يعطل انتشارها الانتعاش الاقتصادي العالمي. وهبطت أسعار النفط بنحو عشرة دولارات للبرميل.
حالة طوارئ حول العالم
قالت منظمة الصحة العالمية في بيانها إنها تعمل مع خبراء فنيين لفهم الأثر المحتمل للمتحور على الإجراءات الوقائية الحالية ضد مرض كوفيد-19، بما في ذلك اللقاحات.
بينما قالت بريطانيا إنها ستعقد اجتماعاً طارئاً لوزراء الصحة بدول مجموعة السبع، الإثنين، لبحث التطورات المتصلة بالمتحور الجديد.
كما أعلنت السلطات الصحية في هولندا رصد 13 حالة إصابة بالمتحور أوميكرون بين ركاب على رحلتي طيران قادمتين من جنوب إفريقيا وصلتا إلى أمستردام يوم الجمعة.
فيما أجرت السلطات فحوصاً لكل ركاب الرحلتين البالغ عددهم أكثر من 600 راكب ووجدت بينهم 61 حالة إصابة بكوفيد-19 ثم أجرت فحوصاً على المصابين لرصد السلالة الجديدة.
قال وزير الصحة الهولندي هوجو دي يونج في مؤتمر صحفي في روتردام "ليس مستبعداً ظهور حالات إضافية في هولندا… ربما تكون تلك قمة جبل الجليد فحسب".
في أقوى جهد حتى الآن لمكافحة المتحور الجديد، أعلنت إسرائيل في وقت متأخر من مساء السبت إنها ستحظر دخول جميع الأجانب إلى البلاد لتصبح أول دولة تغلق حدودها تماماً للتصدي لسلالة أوميكرون وقالت إنها ستستعين أيضاً بتقنية تتبع الهاتف التي تستخدم لمكافحة الإرهاب من أجل احتواء انتشار المتحور الجديد.