انتقدت جنوب إفريقيا، السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قرارات حظر السفر إليها، وذلك بعد أن أعلنت بعض الدول عن تعليقها الرحلات إلى عدد من البلدان إفريقية بينها جنوب إفريقيا، على خلفية اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا.
والجمعة، أعلنت منظمة الصحة العالمية تصنيف متحور كورونا الجديد، الذي رصد أول مرة في جنوب إفريقيا، "مقلقاً"، وأطلقت عليها اسم "أوميكرون".
وأوضحت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الوباء أنه "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحور لأول مرة من قبل جنوب إفريقيا، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ويحتوي على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".
وتحمل هذه النسخة ضعف عدد التحورات في السلالة "دلتا"، ومن بينها ما هو مرتبط بتفادي الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتطعيم، وكذلك تحورات مرتبطة بزيادة العدوى.
أمريكا تعلق الرحلات
من جانبه، قرر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تقييد السفر من جنوب إفريقيا وسبع دول أخرى في ظل المخاوف من المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي عُثر عليه في جنوب إفريقيا.
ودعا بايدن "الدول التي ستجتمع الأسبوع المقبل للاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية لمواجهة التحدي الأمريكي بالتنازل عن حماية الملكية الفكرية للقاحات كورونا، بحيث يمكن تصنيع هذه اللقاحات على مستوى العالم".
فيما قال مسؤولو الإدارة الأمريكية لشبكة CNN، إن الرئيس جو بايدن سيقيد السفر من جنوب إفريقيا وسبع دول أخرى بناءً على نصيحة الدكتور أنتوني فاوتشي ومركز السيطرة على الأمراض.
وقال المسؤولون، الذين ما زالوا يجمعون المزيد عن المتحور، إن السياسة تم تنفيذها بدافع من الحذر الشديد، نظراً لأن منظمة الصحة العالمية حدّدت الآن هذا المتغير على أنه مثير للقلق.
الاتحاد الأوروبي قلق
مفوضية الصحة الأوروبية قالت من جانبها إن خطر انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا المسبب لعدوى "كوفيد-19" في أوروبا "مرتفع أو مرتفع جداً".
يأتي ذلك على خلفية رصد انتشار متسارع لسلالة "أوميكرون" الجديدة، التي أثارت مخاوف واسعة في العالم وأسفرت عن اتخاذ عدد من الدول قرار وقف الرحلات الجوية مع جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها.
وقال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في بيان، إن "المستوى العام للخطر المتخلق بنسخة أوميكرون بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية يقدر من المرتفع إلى المرتفع جداً".
فيما قالت السلطات الصحية في هولندا إنه بناء على نتائج اختبارات أولية فإن من المحتمل أن يكون هناك عشرات المصابين بكوفيد-19، من بين نحو 600 راكب وصلوا إلى مطار سخيبول بأمستردام الجمعة في رحلتين من جنوب إفريقيا.
وتم عزل هؤلاء الركاب عن المسافرين الآخرين في المطار بعد وصولهم، بسبب مخاوف من سلالة فيروس كورونا "أوميكرون" المكتشفة حديثاً.
جنوب إفريقيا تعترض
تعليقاً على ذلك قال وزير الصحة في جنوب إفريقيا جو باهلا إن "الدراسات الأولية تشير أن سلالة كوفيد-19 الجديدة ربما تكون أكثر عدوى"، مضيفاً "لكن قرارات الدول بفرض قيود على السفر إلى البلاد غير مبررة".
وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي عقده، الجمعة، أن بلاده "تتصرف بشفافية، وقرارات منع السفر تناقض أعراف ومعايير منظمة الصحة العالمية".
كما لفت أن المتحور الجديد من الفيروس المعروف باسم "أوميكرون" قد ينتشر أسرع من سابقيه "دلتا" و"بيتا"، مبيناً أنه المحتمل أن تكون اللقاحات الحالية فعالة ضده.
بدورها قالت وزيرة الخارجية ناليدي باندور، في بيان، إن "جنوب إفريقيا تحترم حق جميع الدول في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها".
وتطرقت الوزيرة إلى قرار المملكة المتحدة بحظر السفر إلى جنوب إفريقيا، قائلة عنه "هذا القرار يبدو وكأنه قرار متسرع لم توصِ به منظمة الصحة العالمية حتى الآن".
وتابعت "قلقنا الحالي هو الضرر الذي سيسببه هذا القرار لمجالي السياحة والأعمال للبلدين"، مضيفة أن بلادها ستنخرط مع السلطات البريطانية لمحاولة إقناعها بإعادة النظر في قرارها.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية "إنها لا تنصح الدول راهناً بفرض قيود على السفر بسبب المتحور الجديد لكورونا، في غياب الفهم المحدد لمستوى انتقاله وشدة عدواه".
إلا أن دولاً عديدة، منها عربية، أعلنت عن تعليقها الرحلات إلى بلدان إفريقية شملت إلى جانب جنوب إفريقيا كلاً من ناميبيا، وزيمبابوي، وبوتسوانا، وليسوتو، إيسواتيني، وموزمبيق.