انتشرت شرطة مكافحة الشغب، السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في محافظة أصفهان وسط إيران، بعد يوم من اندلاع أعمال عنف، خلال تظاهرة للاحتجاج على جفاف نهر والمعاناة من نقص المياه.
قائد شرطة المحافظة قال إن الأجهزة الأمنية نفذت "عدداً محدوداً من التوقيفات"، الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وكالات أنباء إيرانية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أفادت بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات وطلقات الخرطوش، خلال اشتباكات مع محتجين أمس الجمعة، بحسب وكالة رويترز.
مقاطع مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت رجالاً يطلقون فيما يبدو طلقات الخرطوش على محتجين في قاع نهر (زيانده رود) الذي جف، وهو أكبر نهر في المنطقة التي تعاني من الجفاف كما أطلقوا طلقات في الشوارع القريبة.
وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، قالت إن المتظاهرين رشقوا الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في دراجة بخارية للشرطة وسيارة إسعاف، وأضافت "كانوا مجموعات تضم كل منها ما بين 40 و50 في الشوارع حول جسر پل خواجو، ويقدر عددهم بنحو 300″، وفق قولها.
يأتي ذلك بينما ينظم سكان أصفهان منذ أكثر من أسبوعين تظاهرات للاحتجاج على الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات، متّهمين السلطات بتحويل المياه من المدينة لإمداد محافظة يزد المجاورة التي تعاني أيضاً نقصاً شديداً في المياه.
أصبح نهر زيانده رود الجاف منذ العام 2000 والذي يمر عبر ثالث أكبر مدينة في البلاد مكان التجمع الرئيسي للمتظاهرين.
روى أحد سكان المنطقة، اليوم السبت، أن "الوضع كان هادئاً في مجرى نهر زيانده رود والشوارع خالية، لكنني سمعت عن انتشار شرطة مكافحة الشغب على جسر خاجو"، الذي يمر عبر هذا النهر.
من جانبها، قالت امرأة خمسينية في اتصال مع الوكالة الفرنسية: "أنا معتادة على السير في مجرى النهر مع أصدقاء، لكن شرطة مكافحة الشغب تنتشر اليوم بأعداد كبيرة قرب جسر خاجو، وتطلب من السكان تجنب هذه المنطقة".
بحسب وسائل إعلام إيرانية يتعرض خط أنابيب ينقل المياه إلى إقليم يزد لأضرار على نحو متكرر.
تُنحي إيران باللوم في نقص المياه على أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 50 عاماً، فيما يشير منتقدون أيضاً إلى سوء الإدارة.
وبعد أن أصابت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني بالشلل، أصبحت إيران هي الأشد تضرراً من جائحة كوفيد-19 في الشرق الأوسط. واضطر الجفاف إيران إلى استيراد كميات كبيرة بشكل غير مسبوق من القمح.