كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، في تقرير نشره الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المملكة العربية السعودية سعت لوقف صفقة تعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتحلية المياه، أُبرمت بين الإمارات وإسرائيل والأردن.
إذ نقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين اثنين، ومصدر آخر مطلع على القضية، القول إن "الحكومة السعودية ضغطت على الإمارات للتراجع عن صفقة كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية مع إسرائيل والأردن". وقال المسؤولان الإسرائيليان إن السعوديين فوجئوا بنشر موقع "أكسيوس" خبر الصفقة المرتقبة .
اتفاق لإنتاج الكهرباء
كان كل من الأردن وإسرائيل قد وقّعت في دبي، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إعلان نوايا للتعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتحلية المياه، يتضمن إنشاء مزرعة ضخمة للطاقة الشمسية في الأردن تُخصَّص لتوليد الطاقة لصالح إسرائيل مقابل تقديم الأخيرة المياه المحلاة لعمّان.
تنص الاتفاقية على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لصالح إسرائيل، التي ستعمل على تحلية المياه لصالح الأردن الذي يعاني من الجفاف، وستشارك الإمارات في تمويل التعاون بين إسرائيل والأردن برعاية أمريكية.
وقَّع الإعلانَ كلٌّ من وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، ووزير المياه والري الأردني محمد النجار، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، وذلك بجناح الإمارات في معرض إكسبو 2020 دبي، بحضور وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي سلطان بن أحمد الجابر، والمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري.
شعور بالاستياء
موقع "أكسيوس" ذكر على لسان مصادر ثلاثة، أن المسؤولين السعوديين كانوا مستائين، لأنهم شعروا بأن الصفقة قوَّضت خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لقيادة المنطقة فيما يتعلق بالمناخ من خلال مبادرته "الشرق الأوسط الأخضر".
كما قال الموقع إن الإمارات وإسرائيل تمكنتا من التفاوض على الصفقة، بسبب إبرامهما اتفاقيات أبراهام في العام الماضي، مضيفاً أنَّ عدم امتلاك السعوديين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أدى إلى استبعادهم.
في حين ينقل الموقع عن مصدر مطلع على المحادثات، القول إن مسؤولين سعوديين كباراً طلبوا من نظرائهم الإماراتيين التراجع عن الصفقة، واقترحوا عليهم صفقة بديلة من شأنها تهميش إسرائيل.
يضيف أن المسؤولين الإماراتيين أبلغوا المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، الذي حضر مراسم توقيع الاتفاق، ونظراءهم الإسرائيليين والأردنيين بالضغط السعودي، وطالبوا بإجراء تغييرات شكلية في فحوى الاتفاق؛ لإرضاء السعوديين، الأمر الذي لم تعترض عليه بقية الأطراف الموقعة.
اتفاقيات تطبيع عربية
كانت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل بعد الأردن (1994) ومصر (1979).
تقود الإمارات دول الخليج في قطاع الطاقة الشمسية، حيث تقوم منذ سنوات ببناء مجمعات ومحطات ضخمة في صحاريها لتوليد الكهرباء من ألواح الطاقة الشمسية.
الاتفاقية جاءت نتيجة محادثات سرية بين الحكومات الثلاث، ازدادت جديتها في سبتمبر/أيلول 2021، واختمرت إلى مسودة اتفاق في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2021، حسب موقع Axios الأمريكي.
أشار الموقع الأمريكي إلى أن التوصل إلى الصفقة يأتي في ضوء اتفاقات أبراهام، وأن الخطوات الأخيرة تكللت بالنجاح، بعد عدة مكالمات هاتفية من جون كيري إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد.