قال ستيفان ليماير، من منظمة لجنة الإنقاذ الدولية الإغاثية "IRC"، لموقع Axios الأمريكي، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن المهاجرين "يلقون حتفهم من شدة البرد" على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وإنهم عالقون في جو شديد البرودة بين حرس الحدود المدججين بالأسلحة والعدائيين من كلا البلدين، وتُمنع عنهم المساعدات الإغاثية.
وكان ليماير قد تحدث عبر الهاتف مع موقع Axios، مباشرة بعد مساهمته في تقديم الإسعافات الأولية لثلاثة رجال عراقيين أصيبوا بانخفاض شديد في حرارة الجسم بغابة على الجانب البولندي من الحدود. وأعطاهم ليماير وزملاؤه من عمال الإغاثة بطانيات وحساء ساخناً وأحذية مقاومة للماء.
إذ قال ليماير، نائب مدير قسم أوروبا في لجنة الإنقاذ الدولية: "نشعر بقلق بالغ، لأن الجو صار شديد البرودة الآن لدرجة أنني لا أظن أنه حتى بعد الأشياء التي منحناهم إياها، ستكون لديهم فرصة كبيرة للنجاة".
وأضاف أن المهاجرين اليائسين الراغبين في دخول بولندا، ومنها إلى الاتحاد الأوروبي، "بيادق في أيدي القوات البيلاروسية" التي تختار متى وكيف يعبرون. وأشار ليماير إلى أنه في بعض الحالات، دفعوا الناس عنوة إلى عبور حواجز الأسلاك الشائكة.
وردَّت السلطات البولندية بإنشاء "منطقة حظر" تمتد إلى 3 أميال (4.8 كم) داخل الأراضي البولندية. ويقول ليماير إن الصحفيين وعمال الإغاثة يُمنعون من دخولها، وإذا دخل المهاجرون إليها، يُجبرون على العودة إلى الحدود.
ويضيف ليماير أن بعض المهاجرين يعبرون نهراً متجمداً إلى بولندا، ثم يجبرون على العودة إلى المياه حالما يَصلون إلى الجانب الآخر.
هذا وأنشأت بعض المنظمات غير الحكومية خطاً ساخناً لإرسال المساعدات إلى من يَصلون إلى بولندا، لكن المهاجرين "يخافون من الجميع لدرجة أنهم لا يتصلون بشخص ليأتي إليهم- يفصحون عن إحداثيات مكانهم فقط، إذا جاز التعبير- إلا إذا أدركوا أنهم إن لم يفعلوا، فستكون نهايتهم"، وفقاً لما قاله ليماير، مضيفاً أن حرس الحدود "يتعقبوننا ويضايقوننا". وقال إن متطوعين من قوات الدفاع الإقليمية البولندية يطاردون اللاجئين ويثقبون إطارات سيارات عمال الإغاثة الذين يسعون إلى مساعدتهم.
وقال ليماير إنه على الجانب البولندي، لا يوجد نظام واضح يحدد من يُعادون إلى الحدود، ومن يُنقلون إلى مركز احتجاز، ومن قد يمكنهم طلب اللجوء وقال: "لا توجد سيادة قانون هنا الآن في المنطقة الحدودية".
وأشار إلى أن هذا الوضع صورة لنهج الاتحاد الأوروبي مع الهجرة على حدوده الخارجية، سواء في البحر المتوسط أو الجليد البولندي.
أزمة المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية
يأتي هذا بينما لا يزال مهاجرون، معظمهم من أكراد الشرق الأوسط، عالقين منذ أيام على الحدود بين البلدين وسط الصقيع. وبحسب تقديرات حرس الحدود البولندي، فإن عدد المهاجرين على الحدود يتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف، فيما يصل المزيد يومياً، في وقت أعلنت فيه تركيا، أنها حظرت على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروسيا، في أول خطوة لمنع مزيد من المهاجرين من الوصول لحدود الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، ترفض بولندا السماح للمهاجرين بالعبور، فيما يتهم الغرب الرئيسَ البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بإحضارهم إلى البلاد، من أجل إرسالهم إلى الحدود؛ انتقاماً من العقوبات المفروضة على بلاده من قِبل الاتحاد الأوروبي.
كما أرسلت بولندا 15 ألف جندي إلى حدود بيلاروسيا، ونصبت سياجاً تعلوه أسلاك شائكة، ووافقت على بناء جدار، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان المهاجرون يحاولون عبور الحدود منذ أشهر، لكن الأزمة تفاقمت حين قام مئات الأشخاص بشكل جماعي بمحاولة الدخول، وقام حرس الحدود البولنديون بصدِّهم، وأقام مهاجرون مخيماً على الحدود، حيث وجد نحو ألفي شخص مأوى في خيام.
بدوره، حثّ المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانس كلوغه، "جميع الدول" على "حماية حق الصحة للاجئين والمهاجرين عند الحدود البيلاروسية، والذين يحتاج العديد منهم لمساعدة طبية". المنظمة الأممية دعت إلى "حماية وعدم تسييس" الحالة الصحية لآلاف المهاجرين.
يتهم الأوروبيون مينسك بتأجيج الأزمة عبر إصدار التأشيرات واستئجار رحلات جوية، رداً على العقوبات الغربية التي فُرضت على النظام البيلاروسي، العام الماضي، بعد قمع معارضيه.