حطام مقاتلة بريطانية “يسيل لعاب” روسيا.. حلفاء غربيون يسابقون الزمن مع موسكو لانتشال الطائرة

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/23 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/23 الساعة 06:59 بتوقيت غرينتش
مخاوف غربية من وصول روسيا أولا لحطام المقاتلة الشبح/ رويترز

لا يزال السباق مستمراً بين حلفاء غربيين وروسيا من أجل العثور على حطام المقاتلة الشبح "إف-35 بي"، التي تحطّمت الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في البحر المتوسّط، وسط مخاوف غربية من وصول موسكو أولاً لحطام الطائرة.

كانت الطائرة المنكوبة أقلعت من على متن حاملة الطائرات البريطانية "إتش إم إس كوين إليزابيث" قبل أن تسقط في البحر، وقبل سقوطها تمكّن قائدها من القفز منها وقد نجا.

إثر الحادث أبدى حلف شمال الأطلسي خشيته من إمكانية أن تعثر روسيا على المقاتلة الشبح، وتضع تالياً يدها على التكنولوجيا الفائقة التطوّر التي تميّزها، والتي ترغب أمريكا وحلفاؤها أن تظل سرية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية وبريطانية.

سباق العثور على حطام المقاتلة الشبح

أبدى مسؤولون من كلّ من بريطانيا والولايات المتّحدة وحلف شمال الأطلسي، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني، ثقتهم بأنّهم سيتمكّنون، قبل غريمتهم روسيا، من العثور على حطام المقاتلة الشبح.

لكنّ الجنرال سيمون دوران، الضابط الأمريكي الأعلى رتبة على متن حاملة الطائرات البريطانية، قال الإثنين مطمئناً "سوف نستعيدها أولاً، أنا أضمن لكم ذلك"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

بدوره أكّد نائب القائد الأعلى للقوات الحليفة في أوروبا، الجنرال تيم رادفورد، أمام الصحفيين، على متن الحاملة التي تُبحر في البحر الأبيض المتوسط "لسنا قلقين إزاء استعادت المقاتلة الشبح".

أضاف "لسنا قلقين لأنّنا نعمل على هذا الأمر في الوقت الحالي، كان هناك قلق عندما سقطت الطائرة، لكنّ الطيّار بخير، وهذا هو الأهمّ"، رافضاً الكشف عن تفاصيل عملية إنقاذ الطيّار.

من ناحيته قال القومندان ستيف مورهاوس، الذي يقود إحدى السفن الحربية التسع المنخرطة في جهود البحث عن الطائرة، إنّ تحطّم طائرة إف-35 "حادث مؤسف فعلاً (…) هذه انتكاسة".

لكنّ القومندان شدّد في الوقت نفسه على أنّ "متانة هذه الطائرة وثقتنا بها وبالمشروع لم تتزعزع".

"عملية سرية" لإنقاذ الطائرة المدمرة

قبل أيام دعت بريطانيا الولايات المتحدة للمساعدة في العثور على الطائرة المقاتلة وإنقاذها، ويعمل جنود البحرية الملكية مع الأمريكيين لاستعادة F-35B Lightning II من على عمق أكثر من ميل واحد تحت سطح البحر. 

صحيفة "daily mail" البريطانية أشارت إلى أنه يُعتقد أن المملكة المتحدة لديها المعدات والقوى العاملة لإنقاذ الطائرة المُدمَّرة، التي تبلغ 120 مليون جنيه إسترليني، لكن حلفاءها في الناتو كانوا أقرب. 

كما أضافت أن البحرية الملكية كانت تتسابق نحو موقع التحطم، وسط مخاوف من  أن تحاول روسيا الاستيلاء على المقاتلة الشبح المليئة بالتكنولوجيا السرية للغاية.

من المفهوم أن العملية التي تكتنفها السرية تشمل غواصين وغواصات مصغرة وأكياساً قابلة للنفخ يمكن استخدامها لرفع الطائرة إلى سطح البحر الأبيض المتوسط، تقول الصحيفة البريطانية.

قلق أمريكي من سيطرة روسيا على الحطام

تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن التكنولوجيا السرية للغاية للطائرة لم يتم إنقاذها من قبل روسيا أو أي من حلفائها، لأنهم يريدون دراسة تكنولوجيا التخفي عن كثب لإيجاد طريقة لهزيمة الطائرة. 

فقد منع الرئيس السابق دونالد ترامب نقل أربع طائرات من طراز F-35A إلى تركيا، بعد أن اشترت أنقرة نظام دفاع صاروخي روسي

كما لم يرغب البنتاغون في أن يقوم الفنيون الروس بدراسة ملف رادار الطائرة الهجومية، أو النظر في التكنولوجيا الخاصة بها.  

حسب وسائل إعلام بريطانية فإن التكنولوجيا الموجودة على متن المقاتلة الشبح المصممة في الولايات المتحدة، بما في ذلك الرادار وأجهزة الاستشعار السرية للغاية، حساسة للغاية، لأنها تسمح للطائرة F-35 بالتحليق "غير المرئي" في منطقة معادية بسرعات تفوق سرعة الصوت.

ضربة لمستقبل الطائرات الأمريكية

يثير تحطُّم هذا الأسبوع تساؤلات جديدة حول الطائرة F-35B ، التي تمتلك بريطانيا حالياً 24 منها.

من المقرر أن تشتري المملكة المتحدة 138 طائرة مقاتلة من شركة الطيران العملاقة لوكهيد مارتن الأمريكية، مقابل 9.1 مليار جنيه إسترليني في السنوات المقبلة.

في يونيو/حزيران 2014، تعرضت طائرة من طراز F-35A، التابعة لسلاح الجو الأمريكي، لحريق كارثي في ​​المحرك، ناجم عن كسر دوار أدى إلى تحوله إلى حريق أثناء انطلاقه في فلوريدا. 

بعد ذلك بعامين، اشتعلت النيران في طائرة USMC F-35B في منتصف الرحلة بسبب حريق في حجرة أسلحتها، وفي عام 2018 تحطمت الطائرة المقاتلة في ولاية كارولينا الجنوبية، أثناء تمرين تدريبي.

في العام الماضي تحطمت طائرة من طراز F-35B، بالقرب من مرفق الطيران البحري El Centro في كاليفورنيا، بعد اصطدامها بطائرة KC-130J، وفقاً لما قاله مسؤولون أمريكيون لـUSNI News.

تحميل المزيد