تواصل مجموعة من الدول، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حث رعاياها المتواجدين في إثيوبيا على مغادرة البلاد بشكل فوري، بعد أن اشتدت الحرب في البلاد، وفي وقت أعلن متمردو تيغراي أنهم باتوا على مسافة 200 كلم براً من العاصمة أديس أبابا.
حسب وكالة "أ.ف.ب" الفرنسية، الثلاثاء، فقد قالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين: "جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسمياً لمغادرة البلد في أقرب وقت".
فيما يقوم موظفو السفارة بالإجراءات لتسهيل مغادرة الرعايا بحجز مقاعد لهم على رحلات تجارية وسينظمون "في حال الضرورة" رحلة تشارتر، حسبما جاء في الرسالة الإلكترونية.
كما لم يستبعد مسؤول في السفارة الفرنسية "مغادرات طوعية لموظفين من السفارة، وخصوصاً ممن لديهم عائلات".
كانت دول أخرى من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا قد وجهت تحذيرات مماثلة في الأسابيع القليلة الماضية وسحبت في نفس الوقت موظفين غير أساسيين.
من جانبها، طالبت ألمانيا رعاياها اليوم الثلاثاء بمغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة.
وزارة الخارجية الألمانية، أوضحت في بيان أن المواطنين الألمان ما زالوا قادرين على استخدام مطار أديس أبابا بولي الدولي للرحلات العابرة.
ميدانياً، يشهد شمال إثيوبيا معارك منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد جنوداً إلى إقليم تيغراي للإطاحة بالحزب الحاكم آنذاك، جبهة تحرير شعب تيغراي.
في أعقاب معارك طاحنة أعلن آبي النصر في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو/حزيران السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
كما تحالفت الجبهة مع مجموعات متمردة أخرى مثل جيش تحرير أورومو، الناشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.
من جهتها، أعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي هذا الأسبوع السيطرة على شيوا روبت، التي تبعد مسافة 220 كلم إلى شمال شرق أديس أبابا برا.
فيما يُعتقد أن بعض مقاتلي الجبهة وصلوا إلى ديبري سينا، على بعد نحو 30 كلم عن أديس أبابا، حسبما قال دبلوماسيون أُبلغوا بمستجدات الوضع الأمني.
ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن غالبية المنطقة التي تشهد حرباً، ما يجعل من الصعب التأكد من وقائع المعارك. ولم ترد الحكومة على استفسارات بشأن الوضع في شيوا روبت.
على الصعيد الدبلوماسي، يبذل موفد الاتحاد الإفريقي الخاص إلى القرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو، جهوداً حثيثة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن دون نتيجة تذكر.
وأرخى آبي أحمد على ما يبدو بظلال من الشك حول احتمالات التوصل لحل سلمي مع إعلانه الإثنين أنه سيتوجه إلى الجبهة "لقيادة قواتنا المسلحة".