اتهمت فرنسا وألمانيا روسيا، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بخرق الأعراف الدبلوماسية بعد أن نشرت موسكو مراسلات سرية بشأن أوكرانيا بين باريس وبرلين من جهة وموسكو من جهة أخرى، في أحدث مؤشر على تدهور العلاقات بين موسكو والغرب.
نشرت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، عدداً من الخطابات الدبلوماسية؛ في محاولة لإظهار أن موقفها الدبلوماسي بشأن المحادثات حول شرق أوكرانيا تعرَّض "للتحريف".
نهج مخالف للقواعد
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر، للصحفيين، في إفادة يومية عبر الإنترنت: "نحن نعتبر هذا النهج مخالفاً للقواعد والأعراف الدبلوماسية".
قالت فرنسا وألمانيا إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رفض عقد اجتماع ضمن ما يسمى صيغة نورماندي، مع نظرائه في فرنسا وألمانيا وأوكرانيا، لكن روسيا قالت إن لافروف لم يكن متاحاً لعقد اجتماع محدد.
قللت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، من أهمية الخطوة الروسية، لكنها قالت في مؤتمر صحفي، إن هذا لم يغير من حقيقة عدم انعقاد أي اجتماع، وهو أمر أبدت أسفها بشأنه.
أضافت ميركل في المؤتمر الصحفي الذي كان يركز على موضوع منفصل: "نشر الرسائل ليس بالأمر المفاجئ. كثيراً ما أقرأ رسائلي في الصحف. وبالتأكيد ليس لدينا ما نخفيه".
حشد القوات الروسية
يأتي التصعيد بين ألمانيا وفرنسا وروسيا في الوقت الذي صرّح فيه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الإثنين، بأن الأسابيع الأخيرة شهدت حشداً واسع النطاق وغير معتاد للقوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية.
قال ستولتنبرغ في تصريح صحفي مشترك، مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في مقر الناتو ببروكسل، إن ذلك يشبه الحشد العسكري بشبه جزيرة القرم والبحر الأسود.
أضاف: "شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة حشداً واسع النطاق وغير معتاد للقوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية". وتابع: "هذا الوضع يشبه الحشد العسكري الروسي بشبه جزيرة القرم والبحر الأسود في وقت سابق من هذا العام"، واستدرك بالقول: "الناتو لا يزال يقظاً".
أفاد ستولتنبرغ بأنه لا يزال يتشاور مع الحلفاء مثل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في المنطقة، مؤكداً أن "استفزازات روسيا وموقفها العدواني يشكلان مصدر قلق".
دعا روسيا إلى الشفافية في أنشطتها العسكرية ومنع التوتر، والكف عن دعم المقاتلين في منطقة دونباس، مشدداً على أن "الناتو" لم ولن يقبل بالضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم.
الدعم المستمر لأوكرانيا
أكد الأمين العام أن حلف شمال الأطلسي سيواصل دعمه لأوكرانيا، وأن أنشطة "الناتو" في البحر الأسود شفافة وهدفها دفاعي.
تطرق إلى أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية، مشيراً إلى أنها زادت من التوترات في منطقة غرب البلقان.
منذ أسابيع تمنع ليتوانيا مئات المهاجرين القادمين من بيلاروسيا من دخول أراضيها، فيما شددت الأخيرة إجراءاتها على حدودها؛ لمنع إعادة المهاجرين إليها، ما أدى إلى بقائهم عالقين في ظروف سيئة.
أضاف ستولتنبرغ: "هناك العديد من التطورات التي تحدث في الوقت نفسه، على الناتو أن يراقبها من كثب وأن يكون يقظاً، ندعو روسيا مجدداً إلى وقف التصعيد".
تشهد العلاقات بين كييف وموسكو توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".