أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن الوزير بيني غانتس سيقوم بزيارة رسمية للمغرب يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وسيوقع اتفاقات لتعزيز التعاون الأمني مع المملكة.
فيما قالت الوزارة الإسرائيلية، في بيان مقتضب، إن غانتس سيجتمع خلال الزيارة التي ستمتد ليومين، بنظيره المغربي، عبد اللطيف لوديي، ووزير الخارجية ناصر بوريطة.
تعتبر زيارة غانتس أول زيارة رسمية علنية لوزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب على الإطلاق.
بينما زار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، المغرب في أغسطس/آب الماضي، وهي أول زيارة من نوعها لشاغل ذلك المنصب منذ العام 2003.
في حين وصف المسؤولون بالمغرب اتفاق التطبيع مع إسرائيل، والذي شمل فتح مكاتب اتصال وتسيير رحلات جوية بين البلدين، بأنه استئناف للعلاقات المتوسطة المستوى التي خفضت الرباط مستواها في عام 2000، تضامناً مع الفلسطينيين.
"حل المشاكل مع إسرائيل قريباً"
في السياق، قال تقرير برلماني مغربي، الإثنين، إن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، تحدث في لقاء مع البرلمانيين، عن أن "علاقات البلاد مع إسرائيل تسير في الطريق الصحيح رغم بعض المشاكل المطروحة (دون أن يحددها)".
التقرير، الذي وُزع على البرلمانيين، أضاف أن "وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وعد بحل المشاكل المطروحة مع إسرائيل في القريب العاجل".
كما أفاد التقرير بأن الوزير قال في أثناء تقديمه مشروع ميزانية وزارته لسنة 2022، إن "الدينامية التي تعرفها علاقات المغرب مع إسرائيل، لن تكون أبداً على حساب مواقف المغرب المبدئية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية".
حيث ذكر بوريطة أن "المغرب ظل يؤكد دوماً أن حل هذا الصراع يستوجب ضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، متابعاً: "واصل المغرب الدعوة إلى الحفاظ على الطابع القانوني والحضاري الفريد لمدينة القدس، باعتبارها تراثاً مشتركاً للإنسانية".
فيما أفاد بأن "حصيلة الإنفاق على برامج ومشاريع وكالة بيت القدس بلغت في 2021، 3.7 مليون دولار".
وتعتبر وكالة بيت مال القدس الشريف (يوجد مقرها في المغرب)، الذراع الميدانية للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامية.
هذه اللجنة تعنى بدعم القدس من خلال بناء المستشفيات والمراكز الاجتماعية والتعليمية وتنظيم أنشطة أخرى لفائدة المقدسيين؛ من أجل حماية حقوقهم وتعزيز صمود أهلها في مواجهة الاحتلال.
تطبيع بوساطة أمريكية
يشار إلى أنه في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي توقفت عام 2000، وذلك بوساطة أمريكية.
كان المغرب وإسرائيل قد اتفقتا نهاية العام الماضي، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات، وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، والاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة".
بذلك أصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.
يشار إلى أن المغرب ظل لقرون وطناً لواحدة من أكبر وأغنى الجاليات اليهودية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى أن قامت إسرائيل عام 1948. ويقدر عدد اليهود الذين غادروا المغرب من عام 1948 إلى عام 1964 بربع مليون.
أما اليوم فهناك نحو 3000 يهودي في المغرب، لكن يقول مئات الآلاف من الإسرائيليين إن أجدادهم مغاربة.