سلّمت عائلة "العالول" الفلسطينية، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حكومة تركيا، "نقوداً ورقية"، تركها ضابط عثماني، كـ"أمانة" لديها خلال الحرب العالمية الأولى.
جرى تسليم "الأمانة" في حفل خاص، أقيم بمقر محافظة نابلس (أعلى جهة رسمية بالمحافظة)، للقنصل التركي العام في القدس أحمد رضا ديمير، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
"أمانة" تركية تعود لأهلها
في كلمته خلال حفل التسليم، شكر سفير تركيا عائلة العالول الفلسطينية على حفظها للأمانة، وعبّر عن سعادته لزيارة مدينة نابلس ومشاركته في حدث تسلم الأمانة.
أضاف: "الشعبان التركي والفلسطيني لديهم الكثير من الأمور المشتركة، انفصلنا قبل 100 عام، كان انفصالاً إدارياً، لكن قلوبنا دائماً معاً". وتابع: "جئت اليوم لأتسلم الأمانة، التي تم الحفاظ عليها من قبل عائلة العالول منذ مئة عام".
كما أعرب القنصل التركي عن أمله في أن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني "الذي يعاني من الاحتلال منذ مئة عام"، وأن يتحقق "السلام في المستقبل القريب".
من جهته، قال راغب حلمي العالول، الذي احتفظ بالأمانة، بعد وفاة والده وجده، إن "الأمانة التركية" هي وديعة وضعها عند جده "عمر العالول" أحد ضباط الجيش العثماني في حينه، دون أن يعرف اسمه.
أضاف العالول في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن ذلك الضابط على كان على معرفة شخصية بشقيق جده (مُطيع العالول)، الذي كان يخدم أيضاً في الجيش العثماني، عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى.
نقود عثمانية قيمتها 30 ألف دولار
كما ذكر أن مطيع العالول، وضع الوديعة عند شقيقه عمر (جد راغب)، دون أن يكتب اسم الضابط العثماني عليها، وذهبا (الضابط العثماني ومطيع العالول) إلى الحرب، "وبقيت الأمانة في الخزينة حتى اليوم".
أوضح أيضاً أن مصير شقيق جده "مطيع العالول"، والضابط العثماني، غير معلوم حتى الآن. وأشار إلى اتصالات رسمية فلسطينية استبقت التسليم "لنصل إلى الفصل الأخير للأمانة اليوم".
فيما أعرب عن أمله في وضع الأمانة في "متحف تركي"، وأن يشار "للرواية الفلسطينية في الموضوع". وتبلغ الأمانة 152 ليرة عثمانية موضوعة في صُرّة (قطعة قماش). وبحسب مؤرخين أتراك، فإن قيمة هذه النقود تعادل في ذلك الوقت نحو 30 ألف دولار أمريكي.
خضعت فلسطين للحكم العثماني عام 1516م، بعد معركة مرج دابق، التي هزم العثمانيون فيها المماليك، وانتهى الحكم العثماني لفلسطين عام 1917، حيث احتلتها بريطانيا، عقب هزيمة الجيش العثماني، إبان الحرب العالمية الأولى.